عمدت الجزائر إلى مضاعفة وارداتها من منتوج اللحوم الحمراء خلال شهر رمضان المبارك، من خلال استيراد ما لا يقل عن 15 ألف رأس من الأغنام، بهدف إغراق السوق بهذا المنتوج الواسع الاستهلاك المطلوب بكثرة خلال هذه المناسبة الدينية، في وقت اكتسحت أسواق الجزائر هذه السنة اللحوم الحمراء المستوردة، وقد عرفت إقبالا كبيرا من طرف المستهلكين وساهمت في تعزيز الوفرة الكبيرة. سجّل مؤخّرا دخول عشرات الآلاف من الأغنام الحية إلى السوق الوطنية، بغية طرحها في مختلف الأسواق المحلية، تزامنا مع شهر رمضان المبارك وجاء هذا لتلبية لحاجيات المستهلكين وكسر أسعار "اللحم الغنمي"، حيث تكفلت الجزائرية للحوم بإدخال نحو 15 ألف رأس من الأغنام المستوردة من الأسواق الرومانية، حيث تم نقلها على متن بواخر. كشف محمد الطاهر رمرم، عضو الفدرالية الوطنية لتجار اللحوم، التابعة للاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين مكلف بالتنظيم، عن لجوء السلطات المعنية في البلاد لاستيراد الأغنام الحية من أجل توجيهها للذبح في الجزائر، بغية كسر الأسعار التي من المتوقع أن تسهد انخفاضا خلال الأيام القليلة المقبل، موضحا أن دخول هذه الأغنام أرض الوطن كان يوم الثلاثاء الماضي، يعني خلال الأيام الأولى لرمضان. وأكّد رمرم أن هذه الخرفان ستخضع قبل تسويقها، بما يسمى "لفترة نقاهة"، تستمر لمدة 72 ساعة حتى يتم فحصها طبيا قبل التأشير عليها وتوجيهها للمذابح، ومن ثمّ تسويقها عبر نقاط البيع عبر مختلف مناطق الوطن. ومعلوم أنّ الجزائر كانت قد قامت بالوقوف على صحة الأغنام الرومانية، قبل دخولها أرض الوطن، من خلال إمضاء اتفاقية مع رومانيا حول جودتها، وصلاحيتها، بغرض استيرادها. وفي ذات السياق، أوضح نفس المسؤول أنّ اختيار رومانيا لاستيراد الأغنام الحية لم يكن اعتباطيا، بل لأنّ أغنامها تعتبر من بين أجود الأنواع الأوروبية، حيث يتوفّر هذا البلد على واحدة من أحسن السلالات لرؤوس الماشية، مؤكدا أنّ الشركة الجزائرية للحوم الحمراء "ألفيار" هي التي تكفّلت بعملية الاستيراد. وحول سؤال متعلق بوضعية سوق اللحوم حاليا، أبرز رمرم أنه وبرغم استمرار ارتفاع الأسعار للحوم المحلية، خاصة ما تعلق بلحوم الأغنام، إلا أنها تراجعت وانخفضت مقارنة بالسنة الماضية، وفي نفس السياق، قال "نسعى بأن تنخفض أكثر". وقال عضو الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين، أنه خلال الأيام الأولى من الشهر الفضيل لا يمكن الحكم عليها، لكن يمكننا الجزم بعد مرور الأسبوع الأول من شهر رمضان، حيث من المتوقع أن تتراجع الأسعار، خاصة بعد دخول الأغنام المستوردة، مشدّدا على أن هناك فرق كبير بين رمضان الماضي ورمضان الحالي، من حيث الوفرة، النوعية والأسعار وهذا بعد فتح الاستيراد من جديد. وفصّل رمرم في أسعار اللحوم في الأسواق، وقال إن أسعار اللحوم المستوردة من دولة البرازيل، تصل إلى 1200 دج، بينما بلغت أسعار اللحوم الحمراء المحلية 1800 دج لحم بقري بالعظم، ووصل إلى 2200 دج بدون عظم، بينما لحم الغنمي يصل سعره في سوق الجملة 2500 دج. واغتنم محدثنا الفرصة للحديث عن التنسيق المحكم الذي ميز هذا الموسم عملية الاستعداد لشهر رمضان، والذي جمع بين وزارة التجارة وترقية الصادرات ووزارة الفلاحة، وقال لم نشهد مثل هذا التنسيق منذ مدة، وتحدث عن تسجيل فعالية في الميدان من خلال وجود وفرة وتنوع في المنتجات، وفي المواد ذات الاستهلاك الواسع.