يتوقع الاتحاد الوطني للتجار والحرفيين الجزائريين ارتفاعا في أسعار المواد الغذائية خلال شهر رمضان، تتراوح بين 5 و7 بالمائة، وأكد على غياب مبرر للتجار لرفع أسعار الخضر والفواكه لوفرتها وتغطية الطلب خلال الشهر الفضيل، وكشف أن الجزائريين يستهلكون 200 طن يوميا من اللحوم غير المراقبة في رمضان. وأكد الناطق الرسمي باسم اتحاد التجار والحرفيين الجزائريين، الحاج الطاهر بولنوار، عند نزوله ضيفا على منتدى صحفيي تيبازة، أن شهر رمضان المقبل سيشهد ارتفاعا يتراوح بين 5 و7 بالمائة في أسعار المواد الغذائية، مقارنة برمضان الماضي. وأرجع المتحدث ذلك للنمط الاستهلاكي للجزائريين، خاصة في الأسبوع الأول من الشهر الفضيل والعجز الذي يغطى جزء منه بالاستيراد الذي بلغت تكلفته 9 إلى 7 ملايير دينار من المواد الغذائية، وأوضح بأن الوكلاء بأسواق الجملة تلقوا تطمينات من الفلاحين بخصوص وفرة الخضر والفواكه و«لا مبرر للتجار في رفع أسعارها”. وقال بولنوار إن وزارة الفلاحة تناقض نفسها وتغالط الرأي العام بالحديث عن اكتفاء في المواد الغذائية بالجزائر، فيما تسارع إلى منح رخص استيراد، وبرر ذلك بوجود عجز ب40 بالمائة في اللحوم، وما بين 25 إلى 30 بالمائة في الخضر والفواكه و60 إلى 70 بالمائة في مادة الحليب، مؤكدا أن الجزائر لا تنتج سوى 600 ألف طن من اللحوم سنويا، منها 350 ألف طن حمراء و250 ألف طن بيضاء. وأبرز المتحدث الخلل في شبكة التوزيع كعامل أساسي في رفع الأسعار، بسبب خروج السلع من أسواق الجملة ب«التقطير”، لغياب أسواق التجزئة، وقال إن وكلاء البيع في أسواق الجملة يتلفون المنتوج المتبقي لغياب أمكان حفظه. كما كشف الناطق الرسمي للاتحاد أن “بيروقراطية الموانئ” وتمديد فترة تخزين المواد الغذائية المستوردة بالميناء، ساهم بشكل كبير في تعقيد هذه الوضعية، وقال “هناك من المستوردين من انتظروا سلعهم لمدة 6 أشهر للإفراج عنها والمستهلك من يدفع الثمن”، منتقدا غياب التنسيق بين مصالح وزارتي الفلاحة والتجارة وتخاذل البلديات في محاربة السوق الموازية. وعزا الناطق الرسمي باسم اتحاد التجار التسممات الغذائية التي تكثر في رمضان، إلى غياب الرقابة عن الأسواق الفوضوية واستفحال ظاهرة تسويق لحوم غير مراقبة، والتي يستهلك الجزائريون منها يوميا 200 طن، كما هو الشأن بطريق مقطع خيرة والطريق بين ولايتي غليزان ومستغانم، في غياب مصالح الرقابة المكلفة فقط بالتاجر المنظم. من جهته، كشف رئيس اللجنة الوطنية لمنتجي اللحوم الحمراء والبيضاء، محمد الطاهر رمرم، أن أسعار اللحوم الحمراء تشهد ارتفاعا من 5 إلى 7 بالمائة، وقال إن 80 بالمائة من اللحوم الحمراء للأغنام التي يستهلكها الجزائريون هي لأنثى الخروف “الرخل” التي يلجأ الجزارون إليها، في ظل غلاء لحوم الكباش والاحتفاظ بها لعيد الأضحى، وأشار إلى أن الجزائر تعرف، منذ 15 سنة، ذبح هذا النوع من الماشية رغم حظره قانونا.