أسدل عن فعاليات الطبعة العاشرة للمهرجان الثقافي الدولي للإنشاد بالمسرح الجهوي لولاية قسنطينة، والذي عرف تجاوبا كبيرا وحضورا مميزا لعشاق المديح والإنشاد الذين رافقوا برنامج المهرجان الثقافي طيلة سهراته الخمس والتي شاركت فيها كوكبة من الفرق الموسيقية والمنشدين المحلية والدوليين على رأسهم إيران، تونس، اندونيسيا، سوريا وغيرهم من المطربين المهتمين بالإنشاد على غرار الفنان أنور وأسماء وطنية محترمة في مقدمتهم المنشد "ناصر ميروح"، والمتألق "كريم رزوق"من الوادي. شهدت، السهرة الختامية للمهرجان الدولي، مشاركة كل من فرقة "المرعشلي" من سوريا والمنشد "مخلص بن سونيمان ناتاسي" من إندونيسيا في وصلة ثنائية، امتزجت فيها الموسيقى الناطقة باللغة العربية وغير العربية في عرض دام قرابة الساعة ختم الجزء الاخير منه كل من المنشد "نجيب عياش عادل عطاء الله" الى جانب فرقة الضياء من الجزائر. هذا وقد أحيت، العديد من الفرق الدولية والجزائرية، ليالي المهرجان الدولي للانشاد، من خلال سهرته الثانية والثالثة الى جانب السهرة الرابعة التي قدمت خلالها فرقة الطرب الايراني وصلة من التراث الايراني القديم في اليوم الثاني، فيما أهدت محافظة المهرجان السهرة الثالثة الى غزة عبر صوت المنشد الفلسطيني حاتم خيري، أما الرابعة فقد استثنت للانشاد الجزائري في سهرة ظهر فيها الفنان أنور لأوّل مرة في لون مغاير لما اعتاد تقدميه في الساحة الفنية منذ سنوات الثمانينات بأغاني الراي واداء الطابع التراثي التلمساني، حيث اعتلى مسرح قسنطينة وأدى وصلات في المدح الديني والتغنّي بالصلاة على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، في تحوّل جديد ضمن مساره الفني، وقد اعتبره هذا الاخير فنا نظيفا راقيا يجب ان يأخذ مكانته في الساحة الفنية الجزائرية، كما قاسمه المنصة عديد من المنشدين الجزائريين الذين وقعّوا اسماءهم في عالم الانشاد داخل وخارج الوطن على غرار ناصر ميروح، حمزة زدام الى جانب عبد الجليل اخروف من قسنطينة الى جانب كمال زروق القادم من ولاية الوادي. وعن السهرة التي سميت بسهرة غزة، والتي أهديت للشعب الفلسطيني، فقد عرفت توافدا كبيرا من قبل العائلات الجزائرية التي رفعت الراية الفلسطينية طيلة السهرة ورددت مع المنشد الفلسطيني حاتم خيري شعارات تمجد فلسطين وسكان غزة وترفض ما يحدث فيها من تقتيل تنكيل وكل انواع الابادة، رافقته الفرقة الجزائرية فرقة الاقصى التي كانت في رحلة مع ذات المنشد في غزة سنة 2013، حيث شكر المنشد الفلسطيني الشعب الجزائري وحكومته على المساندة الدائمة واستنكار ما يفعل بالفلسطينيين، فيما قدمت الفرقة الايرانية وبواسطة آلات تقليدية الشق الأول من السهرة، أنشدت فيها الفنانة فاطمة سمواه لأول مرة كعنصر نسوي في فرقة ايرانية، اكتملت في شقها الثاني بفرقة الرمال والمنشد ياسين حمدون من ولاية بشار الذي ألهب المسرح بتراث جنوب الوطن.