أفادت مصادر إعلامية صهيونية، أمس الاثنين، بأن دولة الاحتلال ستوسّع على نحو ملموس ما يُسمى "المنطقة الإنسانية" في قطاع غزة، في إطار استعدادات الكيان لاجتياح رفح. وبحسب المصادر، فإن هذه المنطقة ستكون أكبر بكثير من تلك الموجودة في منطقة المواصي في الجنوب، على طول الساحل وحتى مشارف النصيرات، وسط القطاع، ويمكن أن تتّسع لمليون فلسطيني يمكن أن تدفعهم حرب الإبادة للنزوح إليها من رفح. وأقيمت في المنطقة، وفق الرواية الصهيونية، خمسة مستشفيات ميدانية بالإضافة إلى المشافي القائمة هناك. ولم تتضح بعد طبيعة العملية العسكرية التي تنوي دولة الاحتلال القيام بها في رفح، لأنها فعلياً باشرت حرب الإبادة والتهجير في رفح، من خلال قصفها اليومي للمنطقة وارتكاب مجازر فيها على غرار قصف منزلين، الأحد، واستشهاد 24 فلسطينياً على الأقل، بينهم 16 طفلاً وست نساء. وتوعّد رئيس حكومة الاحتلال الأسبوع الماضي، بتوجيه "المزيد من الضربات المؤلمة" لحركة حماس، مضيفاً "هذا ما سيحدث قريبا.. خلال الأيام القليلة المقبلة سنشدّد الضغط العسكري والسياسي على حماس كونه السبيل الوحيد للإفراج عن أسرانا وتحقيق نصرنا". وفي 18 أفريل، قال موقع صهيوني، إن سلطات الاحتلال أحرزت تقدمًا كبيرًا في الاستعدادات لإجلاء نحو مليون مدني من رفح المكتظة بالنازحين قبل الهجوم البري على المدينة الواقعة في جنوب قطاع غزة، مشيرًا إلى أن الاستعدادات مستمرة منذ أكثر من شهر، وتضمنت عدة أمور، من بينها إصلاح أنابيب المياه والصرف الصحي ونصب آلاف الخيام. لم تتوقف تهديدات الاحتلال عن اجتياح مدينة رفح الواقعة جنوب قطاع غزة، والتي تؤوي قرابة المليون ونصف المليون نازح، رغم الرفض الدولي والتحذيرات الأممية من مخاطر العملية العسكرية المحتملة على المدنيين والأوضاع الإنسانية في المدينة. ومنذ أكثر من شهرين يلوّح رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بالهجوم العسكري على رفح، ما جعلها ورقة ضغط قوية مطروحة ضمن المباحثات المتعثرة، من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وعقد صفقة تبادل أسرى جديدة. ولا يخلو يوم أو ليلة من قصف جوي يستهدف مناطق عدة بمدينة رفح، ما يسفر عن وقوع مجازر دموية، والتي كان آخرها الأحد، وما خلفته من 25 شهيدا وجريحا معظمهم أطفال، بعد استهداف منازل على رؤوس ساكنيها.