تواصل حراك الطلبة في الجامعات الأمريكية رغم لجوء الشرطة إلى العنف، والاعتداء بالضرب على مجموعة من الأكاديميين والصحفيين المشاركين في التغطية. أظهرت مشاهد جانبا من قمع الشرطة للمعتصمين في حرم جامعة إيموري بمدينة أطلنطا في ولاية جورجيا، ومن بين من تم اعتقالهن بطريقة وحشية، أستاذة الاقتصاد كارولين فوهين.كما تم اعتقال رئيس قسم الفلسفة بذات الجامعة نويل مكافي، بعد مشاركتها في الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين. توسّعت الاحتجاجات الطلابية في الولاياتالمتحدة تنديدا بالحرب الصهيونية على غزة لتشمل العاصمة واشنطن وولايات أخرى، وبينما اعتقلت السلطات مئات المحتجين، ندّدت منظمات حقوقية بوقوع انتهاكات ضد المتظاهرين. ومن لوس أنجلوس إلى نيويوركوواشنطن مرورا بأوستن وبوسطن وشيكاغو وأتلانتا، تتصاعد الاحتجاجات الطلابية المؤيدة للفلسطينيين، وشملت الاعتصامات والمظاهرات جامعات مرموقة عالميا مثل هارفرد ويال وكولومبيا وبرينستن، ووصل الحراك إلى جامعة جورج واشنطن العريقة في العاصمة الأمريكية، التي أسسها أول رئيس للولايات المتحدة عام 1821، وهو ما يعيد للأذهان الاحتجاجات على حرب فيتنتام. وأثارت هذه الاحتجاجات المستمرة منذ أسابيع ردود أفعال متباينة في الأوساط السياسية الأمريكية، وفي حين زعم البعض بحدوث تجاوزات تشمل "معاداة السامية"، حذّر البعض الآخر من انتهاك الحريات مع لجوء بعض الجامعات للقوة وفض الاعتصامات واعتقال مئات الطلاب. وقد بدأ طلبة مؤيدون للقضية الفلسطينية اعتصاما تضامنيا مفتوحا مع سكان غزة في حرم جامعة جورج واشنطن هو الأول في قلب العاصمة الأمريكية. وأظهرت مقاطع مصورة مجموعة خياما شيدت وسط حرم الجامعة وشعارات مؤيدة للشعب الفلسطيني، ومطالبة بإنهاء الاعتداءات الصهيونية على المدنيين في غزة. كما أعلن المعتصمون تضامنهم مع زملائهم، الذين اعتقلتهم الشرطة في جامعات كولومبيا وتكساس وجنوب كاليفورنيا. هراوات واعتقالات بالجامعات في كاليفورنيا، اعتقلت شرطة لوس أنجلوس 93 من مناهضي الحرب على غزة اعتصموا في حديقة الحرم الجامعي لجامعة جنوب الولاية، وقد قررت الجامعة إغلاق أبوابها بسبب الاحتجاجات المستمرة. وأعلنت المتحدثة باسم الشرطة نشر أعداد إضافية من الشرطة في جامعة تكساس بأوامر مباشرة من حاكم الولاية، وكانت الشرطة اعتقلت 34 شخصا في حرم الجامعة بمدينة أوستن، بينما تصدت قوات مكافحة الشغب للمتظاهرين الغاضبين، واستخدمت الهراوات لتفريقهم في بعض الحالات. كما قالت شرطة جامعة إنديانا إنها اعتقلت 33 شخصا في حرم الجامعة بعد رفض المحتجين إزالة هياكل التخييم، بينما قامت شرطة بوسطن باعتقال 108 طلاب أقاموا مخيما مؤيدا لفلسطين في كلية إيمرسون بولاية ماساتشوستس. كذلك اعتقلت الشرطة متظاهرين في جامعة أوهايو، كما اعتُقل أكاديميان في جامعة إيموري بولاية جورجيا، بحسب وسائل إعلام أمريكية. اعتصامات متواصلة في غضون ذلك، يواصل طلاب من جامعة هارفارد بولاية ماساتشوستس اعتصامهم المفتوح داخل الحرم الجامعي احتجاجا على استمرار الحرب الصهيونية على قطاع غزة. وطالب الطلاب المعتصمون داخل الحرم الجامعي بوقف الدعم الأمريكي للكيان الغاصب في هذه الحرب، وندّدوا بحرب الإبادة ضد أهالي غزة. كما يواصل طلاب جامعة كولومبيا في نيويورك اعتصامهم داخل الحرم الجامعي، وذلك بعد أسبوع من فض شرطة نيويورك بطلب من إدارة الجامعة الاعتصام، وهو ما أطلق حركة اعتصامات طلابية عبر جامعات أمريكية عدة. انتهاكات حقوقية أشارت منظمات أمريكية ودولية إلى حدوث انتهاكات ضد المحتجين في الجامعات الأمريكية. فقد ندّدت منظمة هيومن رايتس ووتش واتحاد الحريات المدنية الأمريكي باعتقال المتظاهرين، وحث السلطات على احترام حقوقهم في حرية التعبير. من جهتها، أدانت منظمة العفو الدولية، الخميس، قمع الجامعات الأمريكية للاحتجاجات الطلابية المناهضة للحرب الصهيونية على الفلسطينيين، مؤكدة أن الحق في الاحتجاج "مهم جداً للتحدث بحرية" عمّا يحدث في قطاع غزة. وقالت المنظمة الدولية على منصة "إكس"، إنّ "إدارات الجامعات الأمريكية واجهت الاحتجاجات الداعمة لحقوق الفلسطينيين بعرقلتها وقمعها، بدلاً من السماح لطلابها بممارسة حقهم بالاحتجاج وحمايته"، وأوضحت أنّ الجامعات "بذلت جهدها لقمع هذا الحق، حتى أنها أشركت السلطات المحلية، وطالبت باعتقال المحتجين، وأوقفت الطلاب المشاركين في المظاهرات السلمية عن الدراسة". كما أعلنت منظمة "فلسطين القانونية" بدورها، أنها قدمت شكوى اتحادية متعلقة بالحقوق المدنية ضد جامعة كولومبيا عقب اعتقال عشرات المحتجين المناهضين للحرب على غزة الأسبوع الماضي بعد أن استدعت الجامعة الشرطة لفض اعتصام.