بمناسبة إحياء الذكرى 51 لتأسيس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب "بوليساريو"، أكّدت العديد من المدن والعواصم في مختلف القارات دعمها لكفاح الشعب الصحراوي، وحقه في تقرير المصير والاستقلال بدولته. أحيت الجالية الصحراوية في مدينة ايلدا بأليكانتي الإسبانية، ذكرى تأسيس البوليساريو، وذلك عبر تنظيم عدة أنشطة، وسط حضور عدد كبير من المسؤولين والمتضامنين الإسبان. وأكّد المتضامنون الإسبان عزمهم على مرافقة الشعب الصحراوي حتى نيل حقوقه كاملة في الحرية والاستقلال، مجدّدين رفضهم لقرار حكومة سانشيز الداعم للاحتلال المغربي والذي يعد سقطة لا تغتفر بحق الشعب الصحراوي . مكاسب وإنجازات كما تمّ خلال الاحتفال تكريم العديد من المتضامنين الاسبان، الذين كرّسوا وقتهم وجهودهم وحياتهم كلها من أجل الدفاع والمرافعة عن القضية الصحراوية العادلة. المناسبة كانت أيضا فرصة لمناضلي جبهة البوليساريو لاستحضار المكاسب المحققة، ولإعلان التشبث بالممثل الشرعي والوحيد والفخر والوعي بأهمية بناء واستكمال سيادة الدولة الصحراوية. إلى ذلك احتضن البرلمان الجهوي في البرازيل عدة فعاليات تضامنية بمناسبة الذكرى 51 لتأسيس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، بحضور دبلوماسيين وبرلمانيين ونقابات وطلاب وحركات شعبية، إضافة الى جمعية التضامن البرازيلية مع الشعب الصحراوي. مواقف داعمة من البرازيل في هذا الإطار، قدّم النائب ماكس ماسيل باسم الغرفة البرلمانية، كلمة رحب فيها بالحضور، مؤكّدا في هذا السياق أهمية الحدث وما يحمله من دلالات عميقة، تعبّر عن تشبث الشعب الصحراوي بحقه الثابت في تقرير المصير والاستقلال. من جهتها، أشادت رئيسة مجموعة الصداقة البرلمانية ورئيسة جمعية التضامن مع الشعب الصحراوي النائب إريكا كوكاي، بالمجهود الكبير الذي يبذله الشعب الصحراوي في سبيل نيل حقوقه المشروعة. كما وجّه الحاضرون رسالة الى الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، يطالبون فيها بالاعتراف بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية. ورشة عمل في أستراليا في أستراليا، وعلى هامش الندوة السنوية للتضامن مع الشعب الفلسطيني المنعقدة في ملبورن، نظّمت ورشة عمل حول القضية الصحراوية نشّطَها ممثل جبهة البوليساريو في أستراليا، محمد فاضل كمال. وأشار ممثل الجبهة إلى التشابه بين القضيتين الصحراوية والفلسطينية، حيث تمّ احتلال البلدين بالقوة والزج بآلاف المستوطنين لفرض الاحتلال وبناء جدران عزل عسكرية لترسيخه. كما أشار إلى الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وحرب الإبادة التي يتعرض لها الشعبان، والمقاومة الباسلة التي يخوضانها من أجل الحرية والاستقلال. وقدَّم ممثل الجبهة في أستراليا عرضًا تاريخيًا عن القضية الصحراوية، مذكِّرًا بالذكرى الحادية والخمسين لتأسيس جبهة البوليساريو، وأوضح أن قيام الجبهة كان حدثا تاريخيا وذي دلالات عميقة نظرا لما نتج عنه من إنجازات تمثلت في تحقيق وحدة الشعب الصحراوي، وتجنيده لانتزاع حقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال. وجهان لعملة واحدة كما عرّج الممثل الصحراوي على تاريخ التعاون الوطيد بين نظام الاحتلال المغربي والكيان الصهيوني، الذي يعود تاريخه إلى ستينيات القرن الماضي، والذي شمل جوانب عسكرية واستخباراتية كثيفة، بالإضافة إلى تعاونهما في تنفيذ الاغتيالات السياسية، حيث لعب ملك المغرب دورا كبيرا في هزيمة الدول العربية في حرب 67 بعد أن مكّن المخابرات الصهيونية من الحصول على تسجيلات القمة العربية الخاصة التي عقدت في المغرب عام 1965 لبحث جاهزية العرب لمحاربة الكيان. وكانت مكافأة الكيان الصهيوني للنظام المغربي مساعدة المخابرات الصهيونية لاغتيال المعارض المغربي المشهور المهدي بن بركة. من جهة أخرى، أطلع ممثل الجبهة الحضور على الدور الذي يلعبه النظام الصهيوني الآن في تقديم جميع أنواع الدعم للنظام المغربي لاستمرار احتلاله اللاشرعي للصحراء الغربية، إذ قام الكيان الصهيوني بتزويده بالمسيّرات ونظام التجسس "بيغاسوس"، بالإضافة إلى التدريب والدعم بالمعلومات الاستخباراتية، كما ينشط اللوبي اليهودي بأمريكا في الدفاع عن الموقف المغربي، ويشجع الاستثمارات المالية الصهيونية في المنطقة. توحيد الجهود لمواجهة الطّغاة دعا ممثّل الجبهة الى توحيد الجهود بين الشعبين الفلسطيني والصحراوي، حيث قال إنه عندما يتّحد الطغاة وأعداء الحرية فلا ينبغي للمضطهدين أن يبقوا مشتتين، ولا خيار أمامهم سوى الاتحاد لمواجهة الغزاة. كما وجّه نداء إلى جميع المتضامنين مع القضيتين لبذل المزيد من الجهود للتحسيس بالمخاطر التي تواجه الشعبين الصحراوي والفلسطيني، مشدّدا على أهمية حركة مقاطعة الكيان وسحب الاستثمارات منه، وفرض العقوبات عليه وضرورة تطبيقها ضد النظام المغربي.