اعتبر الشاعر بغداد سايح في حديث ل"الشعب" أن النشر الإلكتروني في الجزائر يشهد واقعا مشرفا، حيث أنه كان وراء بروز كتاب جيدين غمرتهم السياسة الثقافية “العرجاء"، قائلا: إن خير مثال على هذا، وجود مجلة إلكترونية تهتم بمختلف أشكال الكتابة وتنقل الأحداث وتواكبها ألا وهي »أصوات الشمال«.. أكد بغداد سايح أن النشر الإلكتروني ساعد أيضا على فتح مساحات للمناظرات الأدبية التي تجد في العالم الافتراضي امتدادا يُتيح النقاش الجاد، متى توفر الأشخاص المؤهلين لذلك.. مشيرا إلى أنهم يطمحون دائما لما هو أفضل مستقبلا عبر هذا النوع من النشر. وأكد سايح على أنه لا يمكن بأي حال أن يكون الأدب الإلكتروني بديلا للأدب الورقي، على اعتبار أن الأول هو نشر يعتمد أساسا على جمالية الصورة، كمرحلة من مراحل التنقيح التي يؤسس لها المؤلف قبل التوثيق الورقي، معتبرا أنه على الأرجح من ينشر إلكترونيا هدفه استخلاص آراء نقدية لمعالجة الخلل في كتابته قبل الذهاب إلى النشر الورقي.. وقال “الأدب الالكتروني" امرأة جميلة تستعرض مفاتنها على الشاشة ولا بديل لأدب ورقي، يمثل امرأة جذابة بين الأحضان حيث المتعة والاستمتاع ونشوة الإبداع". وفي سؤال حول ما إذا وجد الكتاب اليوم والمبدعين ضالتهم عبر شبكة الانترنيت، التي أتاحت لهم فرصة التواصل فيما بينهم، ونشر أعمالهم وجعلها بين يدي فئة أكبر من القراء، قال الشاعر بغداد سايح إنه لا يعتقد أن كتاب اليوم يرضيهم أو يُشبع طموحهم تداول كتاباتهم عبر المواقع الاجتماعية أو من خلال المجلات الإلكترونية، مؤكدا على أن الحدث الثقافي الناجح إعلاميا وتنظيميا يكتسي أهمية أكبر، كما أن الأمسية الشعرية التي تكون فضاء للتواصل بين شاعر وقرائه وتخلق جوا من النقاش في الواقع، أفضل بكثير من منشورات على عالم افتراضي يُغرق المؤلف هناك في بحار من المجاملات، حيث تلطمه أمواج الشهرة الزائفة، وقال: »ترسيخ الأدب في الواقع أهم من حيث المبدأ«. وأعاب الشاعر القدير بغداد تعرض الإنتاج المنشور عبر شبكة الانترنيت للقرصنة، واصفا سُراق النصوص بأحقر اللصوص، لأنه في نظره لا يوجد من هو أكثر وقاحة من سارقي المشاعر، حين تتجسد في قوالب إبداعية.. ودعا بغداد سايح إلى حماية الإنتاج الفكري، انطلاقا من المنتديات أو المجلات التي ستنشر النص المسروق، حيث يجب عليها حسبه أخذ مقطع من النص ووضعه في محرك البحث وبعملية بسيطة يمكن النظر في أول نشر، مشيرا إلى أنه على يقين من دحر اللصوص الذين يسطون على نصوص غيرهم من خلال مقارنة بين نص وآخر، حيث أن لكل كاتب بصمة خاصة تكشف أسلوبه. ويقول الشاعر فيما يخص متعة القراءة في كتاب ورقي، إنه الأفضل مقارنة بالقراءة أمام جهاز إلكتروني، مؤكدا أن الأجمل أن نقرأ ما يُكتب في الحياة عبر النظرات والابتسامات أو من خلال سطور هذا الكون الذي يسكننا و نسكنه.. وأضاف جميل أن نقرأ الكتاب ونحن نعيد قراءته في كل ما نتأمله داخل دفتر الطبيعة المفتوح.. الكتاب الورقي صديق جميل علينا أن نصطحبه معنا إلى أماكن تجعلنا نولّد من المفردة أو العبارة عوالم إبداعية جميلة فالذات المنسكبة على الورق هي ذات إنسانية تريد أن تشاركنا اللحظة بجميع جوانبها.