كان خطاب السيد عبد المالك سلال، الوزير الأول، أمام أعضاء الحركة الجمعوية وممثلي المجتمع المدني بالأغواط صريحا بخصوص تحديات البلاد الإقتصادية والإجتماعية واضعا الجميع أمام المسؤولية الواجب الإضطلاع بها في المستقبل. ولابد من الإشارة إلى أنه لأكثر من ساعتين إستمع سلال لانشغالات الفاعلين بالولاية الذين طرحوا عليه ما يصطدمون به يوميا.. على مستوى المرافق الإدارية.. والتواصل مع المسؤولين المحليين الذين يسيرون قطاعات حيوية لها صلة مباشرة مع المواطن. ومن خلال النبرة المستعملة في الحديث، يفهم بأن هناك تشنجات ناجمة عن غياب عنصر حيوي في الأغواط، ألا وهو الاتصال.. وقد سجلنا ذلك في آفلو.. فبفضل حنكة وحكمة سلال عاد المواطنون الذين وقفوا للتحدث معه إلى أشغالهم.. وهذا من خلال تقربه منهم.. والتكفل بكل إنشغالاتهم خاصة تقريب الإدارة من المواطن.. والتخفيف من وطأة البيروقراطية. والحديث القوي الحامل لرسالة التحدي الذي ميّز خطاب سلال، هو عينة تمسح على باقي الولايات الأخرى.. وهذا عندما دعا الجميع إلى عدم الإتكال على البترول من الآن فصاعدا، لأنها مادة زائلة ومقابل ذلك التوجه إلى خيارات أخرى لتعويض ذلك. وكان سلال حازما في هذه النقطة، عندما أكد على ضرورة حماية إحتياطاتنا من الصرف واستعمالها من أجل تقوية البلاد في شتى المجالات الحيوية، ولا نضعها في غير محلها.. لأن ذلك سيلحق بنا الضرر الكبير في السياق العالمي.. كما لا يحق لنا صرف هذه الأموال بشتى الطرق.. فيكفي ما إستفادت منه العديد من القطاعات من زيادات في الأجور والتعويضات.. كان آخرها منحة الجنوب التي تقدر بأكثر من 60 مليار دينار.. متسائلا من أين نأتي بمثل هذه المبالغ الضخمة؟ والأكثر من هذا.. ليس بالسهولة الحصول عليها.. كما يعتقده البعض من الناس. هذه النقاط.. كان لابد من توضيحها لرموز المجتمع المدني والحركة الجمعوية بالأغواط.. على أن المرحلة القادمة هي مرحلة الجد والكد، أي العمل ثم العمل المقياس الوحيد، لخلق الثروة.. والقيمة المضافة في المجتمع.. أما ما يتعلق بالمحروقات فهي عامل مرافق للتنمية.. ولا يمكن الإعتماد عليها كلية في الدورة الإقتصادية بالجزائر.. لأن ذلك سيعود بالسلب على كل المناحي في هذا البلد بتفشي روح الإتكالية.. والإعتماد على ثروة زائلة. فمن الضروري أن يكون المجتمع المدني والحركة الجمعوية على اطلاع واسع بسيرورة الحركية التنموية في الجزائر، خاصة ما يتعلق بالحقائق والوقائع التي لا يمكن الفرار منها.. ففي هذا الشأن قال سلال بأن هناك استعدادا قويا من أجل تصحيح كل الأخطاء التي تحدث خلال سرعة التسيير،، وهذه رسالة واضحة كل الوضوح.