انتظر الناخب الوطني هاليلوزيتش طويلا لإعلان قائمة اللاعبين المعنيين بتربص الخضر الذي سينطلق اليوم لتحضير المواعيد الحاسمة لتصفيات مونديال 2014، وهذا على غير العادة لاعتبارات كثيرة حسب أغلب المتتبعين كون المدة التي سيستغرقها التربص طويلة، تقريبا شهر كامل، وتتخلله 3 مقابلات بمقابلتين رسميتين وخارج الديار. وبالتالي، فإن التنقيب على اللاعبين الذين بإمكانهم تحمل المهمة في ظروف جد صعبة في أدغال إفريقيا، وأكثر من ذلك فإن الفترة جاءت بعد نهاية الموسم والتي تكون دائما استثنائية للعديد من اللاعبين الذين يكونون منشغلين بالتحويلات أحيانا وضرورة الاستفادة من فترة للراحة أحيانا أخرى. لكن لم تطرأ تغييرات كبيرة على التشكيلة الوطنية التي حافظت على أغلب لاعبيها، وقدوم وجهين جديدين ومواصلة هاليلوزيتشش عدم إعادة بعض اللاعبين المميزين الذين ينتظرهم الجمهور بفارغ الصبر، فالجديد لدى الخضر هو قدوم اللاعب “أغوازي" الذي تابعه الناخب الوطني عدة مرات وأعجب بامكانياته كونه يلعب في الرواق الأيمن كمدافع ووسط ميدان ومهاجم في نفس الوقت، أي أنّه يقدّم حلولا كثيرة في هذا المجال بعد أن عانى الفريق الوطني من مشاكل عديدة في الجهة اليمنى، بينما يبقى استدعاء “خذايرية" منطقي كونه حارس الفريق المتوج بالبطولة كأحسن دفاع أين تمكّن هذا الحارس من التألق بصفة كبيرة، وبالنظر لوجود 3 مواعيد في فترة قصيرة فإن الاعتماد على 4 حراس يكون ضروريا، خاصة وأنّ آخر الاخبار تؤكد أن الحارس زماموش تعرض لإصابة وقد يضيّع الفرصة في المقابلات المبرمجة في جوان، رغم أنه كان المرشح لحراسة مرمى الخضر بعد الوجه البارز الذي أظهره مع ناديه المتوج بكأسين في ظرف أسبوعين. بلفوضيل...غياب واستفهامات؟ وإذا كان هاليلوزيتش قد أعطى الفرصة للعديد من اللاعبين الذين نراهم في مستوى حمل الألوان الوطنية، إلا أنه لم يوجه الدعوة لمهاجم نادي بارما الايطالي إسحاق بلفوضيل،الذي يبقى غيابه مبهما وغير مفهوم بالنسبة للرأي العام الرياضي الجزائري، فقد أعلن منذ مدة طويلة أنّه اختار اللعب للجزائر وقام بكل الاجراءات التي سمحت للفاف تأهيله لدى الفيفا، لكن تحول كل ذلك إلى أمان فقط أين كان يجد إعذارا لعدم المجيء. وتقول بعض التقارير أنّ المحادثات الأخيرة التي أجراها مع هاليلوزيتش طلب بلفوضيل أن يكون أساسيا في كل مرة، الأمر الذي لا يدخل في فلسفة الناخب الوطني الذي يضع الانضباط وعدم الدخول في صلاحياته في مقدمة استراتيجيته، وبالتالي فإنّ المنتخب الوطني لن يستفيد من خدمات بلفوضيل في الفترة الحالية، خاصة إذا رأينا أن اللاعب منشغل أكثر بمستقبله في النادي، بعد العروض التي قدّ مت له من طرف أندية إيطالية كبيرة، هذه العروض التي كانت وراء تدني مستواه في فترة ما وأثّرت على تركيزه بشكل كبير. في حين أنّ اللاعب عبدون يبقى خارج حسابات هاليلوزيتش لاسباب مجهولة، بالرغم من المردود الطيب له في البطولة اليونانية أين اختير أحسن لاعب في المنافسة وتوّج بالثنائية مع ناديه أولمبياكوس رفقة الجزائري الآخر جبور، هذا الأخير الذي عاد إلى صفوف الخضر، لكن عبدون مازال ينتظر الفرصة و د لا تأتي هذه الفرصة بعد “العثور" على صانع ألعاب من الطراز العالي اسمه براهيمي، الذي أعطى ركيزة حقيقة لوسط الميدان هجومي، وسيرتفع مستواه أكثر مع الخضر بالنظر لما يقدمه مع ناديه غرناطة الاسباني. كما أنّ هاليلوزيتش لم يعط فرصة أخرى لبودبوز بعدما حدث في نهائيات كأس افريقيا الماضية بجنوب إفريقيا، ويكون اللاعب قد تأثّر كثيرا بسبب هذه “العقوبة" التي وضعته خارج حسابات الطاقم الفني ولو أنه استعاد مستواه مع نادي سوشو الفرنسي. في حين أنّ الأماكن أصبحت غالية وعدم المشاركة باستمرار مع النادي يؤثر في الاختيار، وهذا ما تأكد منه لاعب اتحاد العاصمة تجار الذي خرج من القائمة لأول مرة منذ فترة طويلة في عهد المدرب هاليلوزيتش، كما أن بزاز لم يستدع رغم أن الناخب الوطني كان قد تابع مباراة ش قسنطينة اتحاد الحراش عن قرب. المهم أن الناخب الوطني سيعطي أهمية كبيرة للمباراة الودية المبرمجة يوم ال 2 جوان بالبليدة أمام المنتخب البوركينابي للوقوف على لياقة اللاعبين وحضورهم المعنوي لتحضير المقابلتين الرسميتين، علما أنّ تسيير نهاية الموسم كان دائما جد صعبا، بالنسبة للعديد من التقنيين أين يمكن أن يظهر الارهاق وبالتالي الاصابات. لذلك فإنّ هاليلوزيتش فضّل القائمة الموسّعة لعدم الوقوع في مشاكل الغيابات في آخر لحظة من جراء الاصابات كون أغلب اللاعبين قدّموا موسما كاملا مع أنديتهم سواء المحليين أو المحترفين.