أكدت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة سعاد بن جاب الله أن التقرير السنوي الذي قامت به منظمة اليونيسيف حول وضع الأطفال في العالم وكذا الجزائر يعد عملا تقييميا لكل السياسات العمومية اتجاه الأشخاص المعاقين، مضيفة أنه سلط الضوء على الكثير من النقائص التي تعترض الجزائر في التكفل بذوي الاحتياجات الخاصة. وأعلنت الوزيرة خلال ندوة نظمت أمس بفندق الماركير بمناسبة اليوم العالمي للطفولة عن فتح تحقيق وطني يخص البحث عن الوضعية الحقيقية التي يعيشها الأطفال المعاقين في الجزائر ومختلف المشاكل والعراقيل التي تعترضهم من أجل التوصل إلى إحصائيات دقيقة وبالتالي تحسين عملية التكفل بهذه الفئة، مشيرة إلى وجود اتفاقية بين وزارة التضامن ووزارة التربية من أجل التكفل بالأطفال المعاقين على مستوى المدارس الابتدائية سيما خلال الامتحانات النهائية الرسمية. وأضافت الوزيرة أنها تعتمد بصفة كبيرة على الحركات الجمعوية التي تسعى إلى مساعدة أكبر عدد من الأطفال المعاقين وإدماجهم في المجتمع ومرافقتهم في عالم الشغل، موضحة أن كل الإعانات تذهب لفائدة هذه الجمعيات من أجل تمكينها من تأدية مهامها على أكمل وجه. وحسب بن جاب الله، فقد تم تنصيب المجلس الوطني لذوي الاحتياجات الخاصة بهدف النظر في المسائل التي من الممكن مراجعتها وضمان التكفل الجيد بهذه الفئة، الذي يضاف إلى الإجراءات التي اتخذتها الوزارة مؤخرا على غرار ضمان التكوين والتأطير الجيد للأطفال المعاقين وإدماجهم في المدارس العادية، أما بالنسبة للذين لم يتمكنوا من الحصول على تكوين أكدت ذات المسؤولة أن عدم امتلاكهم لمؤهلات لمزاولة الدراسة هو العائق وراء عدم التحاقهم بالتكوين، إلا أن الوزارة تسعى حسبها إلى مرافقة هؤلاء الأطفال من أجل إدماجهم في عالم الشغل. واستعرض ممثل منظمة اليونيسيف في الجزائر طوماس دافا التقرير السنوي حول وضع الأطفال المعاقين في العالم باعتباره الموضوع الذي تم اختياره لهذه السنة، مشيرا إلى التمييز الذي يمارس في حق هذه الفئة زيادة على الانتهاكات الجسدية والمعنوية التي يتعرضون إليها. وكشف طوماس عن تسجيل مليار شخص معاق عبر العالم ، طفل واحد من عشرة يعاني من الإعاقة إضافة إلى أن حوالي 500 ألف شخص معرض للإصابة بالعمى بسبب نقص الفيتامينات، مشيرا إلى أن الجزائر تخلصت مبكرا من هذا المشكل حيث لم يتم تسجيل ولا حالة، مضيفا في سياق آخر أن التحدي الأساسي للطفل المعاق لا يكمن التكفل به، لأنه يتعلق بتهميشه في المجتمع ومعاملته بطريقة مختلفة عن الطفل العادي والدليل على ذلك حسبه ما يحدث في بعض المدارس الجزائرية التي ترفض استقبال الطفل المعاق.