أكدت المستشارة بوزارة الثقافة حميدة أقسوس أن المهرجان الوطني لإبداعات المرأة في طبعته الرابعة يسعى إلى اكتشاف فضاء جديد، وهو «الأرض» كتربة خصبة ينمو فيها الخيال والعبقرية، مشيرة إلى أن الجمهور الجزائري سيكون في الفترة من 6 إلى 13 جوان على موعد لاكتشاف الإبداع النسوي. وأشارت حميدة أقسوس خلال ندوة صحفية نظمتها أمس بالمعهد العالي للموسيقى إلى أن ميزة المهرجان في طبعته الحالية تكمن في تسليط الضوء على فنون «الأرض والمادة»،أين تتجلى العلاقة بين الطبيعية ومفهوم «الأرض المادة»، «الأرض الوطن» و«الأرض التراث» التي تشكل مجتمعة شعار طبعتنا للسنة الجارية في إطار الاحتفال بالذكرى الخمسين لاسترجاع السيادة الوطنية. وأضافت بأن المهرجان الذي يحتضنه «قصر رياس البحر» بالجزائر العاصمة، اختار هذه السنة شعار «أرضي.. حرية إبداعي»، الذي يقيم العلاقة بين الدفاع عن «أرض الجزائر» في ذكرى استقلالها الخمسين، والأعمال الفنية المنجزة باستخدام هذه المادة الخصبة. وتشهد التظاهرة الثقافية التي يشارك فيها إلى جانب الجزائر كل من بلغاريا، إيران وتركيا على مدار أسبوع كامل براعة الأنامل النسائية في تحويل الطين إلى تحف فنية راقية، بعد أن فتح المهرجان أبوابه للفتيات الشابات، اللواتي نشأن في مختلف مدارس الفنون. وحسب محافظة المهرجان الوطني لإبداعات المرأة فإن المهرجان يعرف تكريما للفنانة التشكيلية الراحلة عايشة حداد، تخليدا لاسمها، وتكريما لهذه الشخصية التي حملت في بادئ الأمر السلاح ضد المستعمر ثم الفرشاة والغواش بعد الاستقلال، لتطلق العنان لأحلامها وإلهامها، قائلة إنها ناضلت طوال حياتها من أجل تكريس معاني مفهوم الحرية بكل أبعادها، ويتم بالمناسبة عرض شريط وثائقي حول المسيرة الفنية للراحلة عائشة حداد للمخرج بوعلام عيساوي، متبوعا بمحاضرة بعنوان «عائشة حداد، المسيرة في سياق فني جزائري»، ينشطها الفنان التشكيلي والناقد علي الحاج الطاهر . كما يتم بالمناسبة تكريم الفنانة الراحلة «ويزة باشا» التي ساهمت حسب حميدة أقسوس في إعادة الحياة لصناعة الفخار وفن الخزف، وهي التي وصفت أعمالها بأنها تجمع بين الأصالة والتجذر في التقليد العتيق، والانفتاح على التقنيات الجديدة. فضلا عن ذلك تتخلل التظاهرة نشاطات فكرية، من خلال تنظيم محاضرات خاصة بالفن الحرفي، من بينها محاضرة بعنوان «تجربة معاشة لفنانة خزفية في الجزائر» ، تنشطها صبرينة بوشنافة قاسيمي، إلى جانب محاضرة «مسيرة امرأة مع الفن في منطقة الأوراس، انطلاقا من الفنون التقليدية إلى الفن التشكيلي» والتي تقدمها الشاعرة والمؤلفة والنحاتة «حفيظة ميمي». وعلى مدار الفعالية تنشط ورشات تعليمية من قبل مكونين مختصين لتعليم الشباب والصغار الفسيفساء والفخار، وهو ما سيسمح باكتشاف أساسيات وأسرار هذين الفنين. وللحفلات الفنية نصيب في التظاهرة، حيث يكون رواد قصر رياس البحر على موعد مع «قعدة صحراوية» تحييها الفرقة الموسيقية النسوية «تيرز» تحت إشراف الفنانة شويطة تكريما لكفاح الشعب الصحراوي من أجل الحرية، ويحيي الفنان حميدو حفلا فنيا سهرة الاختتام رفقة جوقه الموسيقي، وذلك بمدرج «فضيلة الدزيرية» بالمعهد الوطني العالي للموسيقى.