اعتبر بن جانة بن عومر باحث وخبير في الشأن الأمني في تصريح ل «الشعب» على هامش اللقاء الذي تناول بالنقاش موضوع حركة الهجرة وتطورات الوضع السياسي والاجتماعي والأمني في منطقة شمال إفريقيا أن الاعتداءات الإرهابية التي تعرضت إليها الجزائر ( تيقنتورين بولاية إيليزي) في جانفي من السنة الجارية ، من الانعكاسات الخطيرة للأزمات التي تولدت عن ما يسمى بالحراك العربي. أكد بن جانة أنه بالرغم من التجربة الجزائرية التي يعترف بها العالم في مكافحة الإرهاب طيلة ما يزيد عن عشرية، والاستعداد الكبير لقوات الأمن التي أثبتت فعاليتها من خلال التدخل الناجح في تيقنتورين وتخليص الرهائن من يد الجماعات الإرهابية، إلا أن هذه الأخيرة قد تتدخل وتقوم بأعمال إجرامية في البلاد، وهذا ما حدث في تيقنتورين، والتي تعد من الانعكاسات الجيوسياسية والأمنية لهذا الحراك وهذا ما يتطلب حسبه أخذ مزيد من الحيطة والحذر . وأوضح في هذا الصدد يقول بأن الجماعات الإرهابية قد استعادت نشاطها وتحركاتها في منطقة شمال إفريقيا بالاستفادة من الأزمات التي تولدت من الحراك، مشيرا إلى أنها تابعة للشبكات الإرهابية العالمية، المرتبطة بتنظيم القاعدة، والتي تأخذ عدة جنسيات منها تونسية بالأساس، مالية، مصرية، نيجيرية ... هذه الجماعات التي تكونت في أفغانستان يمكن إعطاءها اسم «لفيف إسلامي» ،فهي لا تؤمن بالحدود الدولية ، وبالتالي لا تؤمن بمبدأ الجنسية ولا بالهوية الوطنية ، تتبنى الفكر الجهادي، الذي يجعلها تنتقل مخترقة كل الحدود حيثما وجدت بؤر التوتر . وأضاف في سياق متصل يقول بأن الدليل على أن هذه الجماعات الإرهابية المتعددة الجنسيات لا تؤمن بالهوية والانتماء للوطن وجود عناصر من المجموعات المسلحة التي تنشط حاليا في سوريا ( جبهة النصر )، والتي تتكون وفق تقرير المبعوث الأممي والجامعة العربية من 12 جنسية من بينها عربية خاصة دول الحراك .