تستقطب الانتخابات المالية، اهتمام المجموعة الدولية التي تسعى الى تقديم يد العون للسلطات الانتقالية في باماكو قصد إنجاح هذا الاستحقاق وإقرار مؤسسات الدولة كمرحلة ضرورية للخروج من الأزمة السياسية والأمنية التي تعيشها البلاد مند سنة ونصف. وفيما يواصل المترشحون ال36 حملاتهم الانتخابية وعرض برامجهم الرامية الى تحقيق تطلعات الشعب المالي في الأمن والاستقرار والتنمية، وقبل ذلك وبعده في الحفاظ على الوحدة الترابية، أعلنت عدة دول إرسال مراقبين للاشراف على العملية الانتخابية والسهر على نزاهتها ونجاحها. وفي هذا الاطار، أعلن رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الاتحاد الروسي ميخائيل مارغيلوف، بأن النواب الروس قبلوا دعوة الجانب المالي للمشاركة في بعثة المراقبين للانتخابات الرئاسية المقررة في 28 جويلية والتي تتبع بجولة ثانية يوم 11 أوت. وقال مارغيلوف، إن قادة الجمهورية يعتبرون الدعم والمساعدة الروسية لمالي في توطيد استقلالها هام وفعال، وأضاف بأن الحلفاء الفرنسيين أعربوا اليوم عن امتنانهم جراء هذه المساعدة. وتبدو التحضيرات للانتخابات المالية مكتملة، حيث تم تحضير بطاقات الناخبين البيومترية الأولى من نوعها في مالي والتي وصلت مند مدة الى باماكو من فرنسا، أين تمت طباعتها من قبل شركة مورفو سافران. وقال جامير ديكو، مسؤول الاتصالات بوزارة إدارة الأراضي، إن هذا النوع من البطاقات سيسهل حياة شعب مالي حيث تحمل كل بطاقة رقم هوية لكل مواطن. وتم توزيع هذه البطاقات اعتبارا من يوم الجمعة 28 جوان الماضي، كما سيسمح للمواطنين النازحين من شمال البلاد الفارين من أعمال العنف التي اندلعت في الأشهر القليلة الأخيرة من التصويت في أماكن تواجدهم. وكانت آخر مهلة للمواطنين النازحين لتسجيل أسمائهم لدى اللجنة الإدارية لقوائم الناخبين التابعة لحيهم أو بلدتهم في 27 جوان الماضي. يذكر أنه بهذه المناسبة، تم بث رسائل في الإذاعة والتلفزيون ومقالات في الصحف في عموم البلاد ب 16 لغة لتوعية المواطنين، بالانتخابات الرئاسية المقبلة في البلاد. ومن ناحية ثانية، أفادت وزارة الخارجية الفرنسية أنه تم العثور على جثة في شمال مالي يرجح أن تكون للرهينة الفرنسي عالم الجيولوجيا فيليب فيردون الذي اختطف في نوفمبر 2011. وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند فى خطابه بمناسبة عيد النصر، أنه من المحتمل أن يكون فيردون قد قتل قبل عدة أسابيع لكن وفاته لم تتأكد رسميا. ونقلت مصادر إعلامية أن تحليلات الحمض النووى، أظهرت أن الجثة التي عثر عليها هي لفيردون وأنها ستنقل الى فرنسا في غضون أيام. وكانت المجموعات الارهابية أعلنت في مارس الماضي أنها قتلت فيردون ردا على التدخل العسكري الفرنسي في مالي. وخطف فردون في ال 24 من نوفمبر 2011 مع فرنسي آخر يدعى سرج لازارفيتش من الفندق الذي كانا ينزلان فيه في هومبوري في شمال شرق مالي. وكانا يقومان بزيارة عمل في إطار مشروع لبناء مصنع إسمنت، بحسب ما قاله أقاربهما الذين نفوا أن تكون لهما أي علاقة بأجهزة استخباراتية أو أن يكونا من المرتزقة. ولا يزال سبعة فرنسيين محتجزين رهائن في إفريقيا بينهم سرج لازارفيتش. وعلى صعيد آخر، قال فرانسوا هولاند، إن القوات الفرنسية والإفريقية حققت انتصارا كبيرا ضد الإرهاب في مالي. وأضاف الرئيس الفرنسي، أن هذا الانتصار هو انتصار للقارة الإفريقية، وأوضح أن فرنسا هزمت الإرهاب في مالي، وليس في كل مكان، مضيفاً أن بلاده ستساند الدول التي تطلب مساعدتها في محاربة الإرهاب. وجدد هولاند عزم حكومته على مواصلة بذل كافة الجهود لتحرير رهائنها في الساحل وتحديد مكان احتجاز صحفيين فرنسيين في سوريا. هذا وقد شاركت القوات الإفريقية والقوات الفرنسية التي تدخلت في مالي هذا العام، كضيوف شرف في العرض العسكري التقليدي الذي أقيم الأحد بمناسبة اليوم الوطني الفرنسي على جادة الشانزيليزيه في باريس. وكان الرئيس المالي الانتقالي ديونكوندا تراوريه، ووزراء دفاع الدول الإفريقية ال 13 المشاركة في العملية العسكرية في مالي ضيوف الشرف في العرض.