شهد المعرض المغاربي الأول المنظم بقصر المعارض، مشاركة واسعة للدول المغاربية وبخاصة المغرب، اقتربنا من جناح المركز الجهوي للاستثمار بمكناس تافيلالت للاطلاع على أنواع المنتوجات الغذائية والصناعية والألبسة التقليدية المغربية، حيث حدثتنا ممثلة الجناح الآنسة سهام لحوتي المكلفة بالاعلام والتنسيق على مستوى المركز الجهوي للاستثمار بمكناس قائلة بأن المغرب يشارك لأول مرة بالمعرض المغاربي الأول تلبية لدعوة الجزائر، مشيرة الى أن بلادها رحبت بالدعوة وأصرت على المشاركة. واعتبرت الآنسة سهام لحوتي في تصريحها ل ''الشعب الاقتصادي''أن المعرض المغاربي الأول هو مبادرة طيبة من طرف منظمي التظاهرة، كونه يندرج في اطار تقوية العلاقات في المجال الاقتصادي بين دول المغرب العربي، وأفادت بأن الحضور المغربي المكثف يؤكد على رغبة المغرب الأكيدة في تنمية العلاقات الاقتصادية وروح الاندماج والتبادل الاقتصادي بين الدول المغاربية، متمنية أن يكون هذا المعرض دورة أولى، يتوج بمعارض مغاربية أخرى. وبالنسبة للمشاركة المغربية، قالت ممثلة جناح المركز الجهوي للاستثمار بمكناس بأنها تمثل مختلف القطاعات الاقتصادية في مجال الخزف والخشب، الصناعة الغذائية والمجال السياحي حيث يتم عرض نماذج من هذه الصناعات، كي يتعرف المتعامل الجزائري عليها. وأضافت، بأن المتعاملين المغربيين ألقوا نظرة على المنتوجات المعروضة من قبل الدول المشاركة ولمسوا رغبة متبادلة لإحياء التبادل والتعاون الاقتصادي، كما أن الغرفة التجارية الجزائرية برمجت لقاءات بين المقاولات الاقتصادية. وفي هذا الاطار أشارت سهام لحوتي الى أن هناك بعض المتعاملين الجزائريين تقربوا من جناح المركز، من بينهم ممثل شركة إكسبوفات الخاصة بالمنتوجات الفلاحية للمطالبة بالمشاركة في المعرض الدولي للفلاحة الذي تنظمه المغرب شهر أفريل من كل سنة حيث يشارك فيه جميع المتعاملين في المجال الفلاحي المتواجدين عبر العالم. وقالت ايضا، بأن هذا المعرض الذي سينظم في أفريل 2009 مهم على الصعيدين الوطني والدولي وفيما يتعلق بمهام المركز الجهوي للاستثمار مكناس تافيلالت أفادت ممثلته بأن هذا المركز الذي شارك بصفته مؤسسة عمومية أنشأ لمهمتين، الأولى هي المساعدة على انشاء المقاولة وثانيا دعم المستثمرين على انجاز المشاريع. وحسبما أفادت به الآنسة لحوتي، فان المغرب مقسم الى جهات وعلى رأس كل جهة يوجد مركز استثمار مؤكدة بأن هذا التقسيم الجهوي هدفه تقوية التدبير اللامتمركز للاستثمار، فبتافيلالت بمكناس سجل 7046 مشروع مقاول منذ سنة 2003 لغاية الشطر الأول من السنة الجارية، حيث استحدثت هذه المقاولات 72514 منصب شغل، وأضافت المتحدثة بأن حجم الاستثمار المصرح به بلغ 290,3 مليون درهم و 1315 مشروع استثماري. وأوضحت ممثلة الجناح المغربي في هذا الشأن، بأن المركز الجهوي للإستثمار أو ما يسمى بشباك انشاء المقاولات تجمع فيه كل المصالح المختصة لاستحداث المقاولة، بحيث يتوجه المستثمر الى هذا الشباك للحصول على كل الشروط اللازمة لانجاز المشروع مشيرة الى أن القطاعات الرافعة للنمو الاقتصادي الجهوي لمنطقة تافيلالت هي قطاع الفلاحة والصناعات الغذائية، السياحة، المعادن، الصناعة التقليدية وأخيرا قطاع الطاقات المتجددة. كما أكدت أيضا بأن هذه القطاعات في تطور مستمر بحكم أن منطقة مكناس فلاحية وسياحية في نفس الوقت، وتتوفر على ثروات معدنية مما ساهم في دفع وتيرة المشاريع الاقتصادية بالمغرب في هذا المجال وختمت الآنسة لحوتي حديثها بأن يتوج المعرض المغاربي الأول بمشاريع شراكة بين الطرف الجزائري والمغربي. إتفاقية توأمة مع الغرفة التجارية لعنابة نهاية 2008 من جهته أكد السيد جمال الشيباني شعبان ممثل مصنع الأمل لصناعة اللدائن البي.في.سي (PVC) بأن السوق الجزائرية كبيرة لها ما تصدره وما تستورده وهي سوق بكر وتوفر مناصب شغل كثيرة، مضيفا بأنه كمستثمر صناعي يوجد الاستثمار بالجزائر والقيام بعلاقات شراكة مع نظرائه الجزائريين آملا في الوقت ذاته بأن يقتحم المستثمر الجزائري السوق الليبية وينافس المستثمر الأوروبي المتواجد بشكل كبير بالسوق الليبية، لاسيما وأن البلدين الجزائر وليبيا قريبين من بعضهما البعض. وإغتنم ممثل الجناح الليبي الفرصة، للاعلان عن مشروع لاقامة علاقة توأمة بين الغرف التجارية لولاية عنابة، ونظيراتها بمدينة مصراتة بليبيا والتي رتب لها منذ أشهر ليتم التوقيع عليها نهاية ,2008 مشيرا الى أنه لأول مرة يدخل الى السوق الجزائري على غرار المغرب وتونس، حيث أبرمت عدة اتفاقيات في هذا المجال وأضاف بأن اتفاقية الاتحاد المغاربي غير مفعلة، وأنه لاتوجد استراتيجية واضحة لاقامة علاقات تجارية واصفا الحلول المقترحة بالجزئية والوقتية. وتأسف الشيباني على غياب خط ملاحي من الجزائر وليبيا، لأن معظم المبادلات التجارية وتصدير المنتوجات تمر عبر الخط الملاحي لمرسيليا ومالطا لتصل في الأخير الى الجزائر او ليبيا، مما يؤدي الى ارتفاع التكلفة وبالتالي يؤثر على المستهلك مناشدا المسؤولين لتذليل هذه الصعاب قصد دفع الحركة التجارية بين البلدين، مع تسهيل القوانين الجمركية والمصرفية كي يستفيد منها المواطن المغاربي والمستثمر على حد سواء. في هذا السياق، أشار ممثل مصنع الأمل لصناعة اللدائن بأنه لايستطيع بيع بضاعة بدون ضمانات وفي تقييمه للمشاركة الليبية في المعرض المغاربي الأول أكد على أنها (المشاركة الليبية) ممتازة، ويتوقع أن ترتفع في حالة وجود دورات مستمرة وفي وقت معين كي يتسنى للمشاركين التحضير والتنسيق، مضيفا بأنه لأول مرة يشارك في الجزائر، في حين شارك في دول أخرى. وفي رده على سؤالنا حول مشاركة ليبيا الضئيلة نوعا ما، أجاب محدثنا بأن مرد ذلك هو مشاركة بعض المؤسسات الليبية في الوقت الحالي بمعارض دولية أخرى بمالي وغيرها من الدول مشيرا الى أنه عندما توجه الدعوات في وقت مبكر، نعطي المجال للمؤسسات الاقتصادية للتنسيق فيما بينها. وبالنسبة لمنتوج مصنع الأمل لصناعة اللدائن، أفاد جمال الشيباني بأن منتوجهم عبارة عن المادة الخام الأساسية لصناعة البلاستيك ومشتقاته من الخراطيم، الأنابيب، المطاط، بلاستيك الكوابل الكهربائية وغيرها من المنتوجات أي أنهم يصنعون لمصانع أخرى حيث تستخرج المادة الخام من مجمع أبوكماش للصناعات الكيماوية. وأضاف المتحدث بأن صناعة البلاستيك والصناعة الحديدية تشكلان أهم القطاعات التي يعتمد عليها الاقتصاد الليبي اضافة الى النفط، بحكم أن ليبيا تملك أكبر المجمعات في مجال الصناعة الحديدية بشمال افريقيا، حيث يصدر منتوجها الى تونس، مصر، السودان، الأردن والتشيك زيادة على السوق المحلية الليبية. أي تصدر ما بنسبته 50 ٪ ونفس النسبة توجه للسوق المحلية وأحيانا تتجاوز نسبة التصديرالسوق المحلي الليبي، كما أن المصنع ينتج ما يعادل 50 ألف طن من المواد الكيماوية سنويا، وأكد ممثل مصنع الأمل لصناعة اللدائن على أنه في الوقت الراهن يشهد السوق الليبي نشاطا وحركة اقتصادية واسعة لأن ليبيا تفتحت على العالم كله واستقطبت مستثمرين عرب وأجانب وغزى منتوجها الأسواق العالمية. وحسبما أفاد به السيد الشيباني ، فان المنتوج الليبي مطابق للمعايير الدولية، وأن المصانع بليبيا تحترم مقاييس الجودة، ولا يوجد هناك تهاون في هذا المجال والدليل على ذلك اضاف يقول هو جوائز الجودة التي تحصلت عليها الشركة العامة للصناعات الكيماوية منها الجائزة الأوروبية للجودة لسنة 1992 وباسبانيا والجائزة الأمريكية بنيويورك سنة 1998 والجائزة الأوروبية للتقنية والجودة بالمانيا سنة 1999 وأخيرا الجائزة الأوروبية للجودة سنة 2000 بفرنسا. وتجدر الاشارة الى أن المعرض المغاربي الأول، اختتم أول أمس، حيث تميز باقبال كبير للزوارالمهنيين وكذا المواطنين للتعرف على منتوجات الدول الشقيقة كما سجل انطباع جيد للعارضين الذين أبدوا إعجابهم بالسوق الجزائرية وثمنوا مبادرة تنظيم هذه التظاهرة المغاربية.