خرج وزراء الفلاحة المجتمعون في الندوة الوزارية الأولى، المندرجة في إطار حوار 5+5 حول الفلاحة والأمن الغذائي، بجملة من التوصيات صادقوا من خلالها على إعلان الجزائر وقرار الخبراء المتعلق بالمحاور ثلاثة التمثلة في إنشاء مرصد للأمن الغذائي، والاستثمارات والشراكة "عمومي وخاص"، بالإضافة لعلاقة الأمن الغذائي وتنمية الأقاليم الريفية. وأعلن وزراء الزراعة من فندق "الأوراسي" عن تبنيهم لفكرة إنشاء مرصد للأمن الغذائي بهدف تبادل المعلومات من خلال إنشاء فريق عمل يتكون من ممثلي دول الحوار 5+5، وكذا المجتمع المدني والمنظمات الدولية وتعيين منشط لهذا الفريق من الجزائروفرنسا ليقوم بمهمة التحضير لمراجع التشخيص الوطنية كمهمة أولى، بالإضافة إلى إعداد تشخيص خارجي للإقليم مع مراعاة المراصد المرجوة تحضيرا لحصيلة الفحصين وتنفيذ إرساء المرصد خلال آجال 03 أشهر . وفيما تعلق بالاستثمارات والشراكة، تم الاتفاق وضع معلومات حول فرص الشراكة التي تمثل بورصة للتنمية الفلاحية وإنشاء منتدى اقتصادي لتنمية أشغال المبادلات وتشجيع الفلاحين الصفار وتنمية البحث، ناهيك عن تنمية إطار أحسن لتنمية الأقاليم والعمل على التنسيق بين السياسات الريفية وتقديم المساعدات التقنية ودعم الكفاءات والتقارب التشاركي على أساس الأقاليم والتفكير في مقاربة شاملة مدمجة. أكد وزير الفلاحة والتنمية الريفية، عبد الوهاب نوري، بمناسبة اجتماع وزراء الزراعة 5+5 أن الظروف الحالية التي تعيشها دول منطقة البحر المتوسط، لاسيما بالضفة الجنوبية تستدعي اعتماد استراتيجية في ميدان تسيير الأخطار ووضع آليات للإنذار المبكر لهذه الكوارث لتفاديها قبل وقوعها. وأوضح نوري أن الأمن الغذائي، من الأولويات القصوى، لاسيما ما تعلق بالتحكم في أسعار المواد الاساسية عبر محاربة كل أنواع المضاربة في هذه المواد، مشيرا الى أن نظام "أميس" يعد حسب المنظمة العالمية للتغذية والزراعة "الفاو" وسيلة ستضفي أكثر شفافية في المعاملات التجارية ومتابعة الأسواق الدولية للمواد الغذائية ومن ثم ضمان حكامة أحسن لها. وقال المسؤول الأول عن قطاع الفلاحة ببلادنا أن ضمان الأمن الغذائي بصفة مستدامة يجب أن يعالج في إطار مقاربة جديدة تأخذ بعين الاعتبار البحث عن أنماط بديلة للإنتاج والاستغلال العقلاني للموارد الطبيعية، مشيرا الى التعاون في ميدان البحث والاختراع يبقى السبيل الأمثل لتمكين البلدان من الاستفادة من التقنيات الحديثة المستعملة. من جهته تتطرق ممثل فرنسا الى الرهانات التي تواجه المسألة الغائية والفلاحية لأن الأمن الغذائي مرتبط بالفلاحة وتطويرها واستقرار الاسواق وتجنب الأسعار، ومن ثم يتعين استعمال الأدوات الموجودة والمتوفرة لتجسيد تعاون بين ضفتي المتوسط واستقرار العلاقات . أما الجانب الإسباني، فرافع من أجل التحكم في تبذير المواد الغذائية سواء قبل أو بعد الانتاج، لأن ذلك يؤثر على الأمن الغذائي ما يستدعي وقفه وخفضه الى 50 %، مشيرا الى أن اسبانيا تبذر حوالي 1.3 مليار طن . كما دعا المتدخول في الندوة الوزارية للحوار 5+5 الى اعتماد النظام الغذائي المتوسطي ضمن النظام الثقافي العالمي، لأن الحمية المتوسطية تعد تراثا ثقافيا لا ماديا وتمثل غذاء صحيا يشجع على الغذاء المحلي.