عاد الهدوء تدريجيا إلى مدينة غرداية بعد انتشار المئات من قوات الدرك الوطني التي أحكمت سيطرتها على العديد من نقاط التوتر بالتنسيق مع قوات مكافحة الشغب للأمن الوطني التي طوقت المدينة. وجاء هذا بعد مناشدة السكان تدخل قوات الدرك الوطني والجيش الوطني الشعبي، وهو ما قوبل بإنزال العديد من الوحدات وانتشارها عبر كامل أرجاء الأحياء المتوترة كأحياء قدماء المجاهدين، سالموا عيسى، باب الحداد، والعين والحاج مسعود والثنية ومرماد، ما يدل على الخبرة الكبيرة التي يمتاز بها رجال الدرك الوطني في طريقة تعاملهم مع هذه الأحداث. وقد تعالت الأصوات المنددة بأعمال العنف انطلاقا من مساجد الولاية التي استعملت فيها الصوامع والمآذن منادية الجميع لضبط النفس والتحلي بروح نبذ العنف، في وقت غادر فيه عدد كبير من سكان حي قدماء المجاهدين بعد تحويل أثاثهم متجهين عند بعض الجيران والأقارب من الأحياء الأخرى، بعد تعرضهم لهجوم من قبل ملثمين بالمولوتوف والزجاجات الحارقة لترويعهم ليلا ولترحيلهم. الوضع لا يختلف بالنسبة لأصحاب المحلات التجارية الذين حرق وخرب عدد من محلاتهم حيث قام عدد من التجار بتحويل محالهم إلى مناطق أخرى، إلى أن تستقر الأوضاع أو يغير وجهته نهائيا بعد الأحداث التي أضحت في كل مرة ومناسبة تتفجر، كما تقوم عدة أحياء مجاورة والتي لم تشهد حالة الفوضى بتوزيع الطعام على سكان الأحياء المتضررة نتيجة هلعها. ويطالب سكان هذه الأحياء بتوفير الأمن وتوقيف كل الأشخاص الملثمين المشتبه في تورطهم بزرع الفوضى التي طالت العديد من الممتلكات. من جهة أخرى، يواصل إتحاد التجار والحرفيين إضرابه المفتوح لغاية توفير الأمن حسب بيانه الأول والثاني، الأمر الذي ترتب عنه شلل كلي في الأيام الأولى بعد غلق جميع المحلات ما أدى بتحول المدينة إلى مدينة أشباح، غير أن الأوضاع بدأت تعود إلى طبيعتها تدريجيا وهو ما يسعى له العقلاء لاحتواء الأزمة قبل دخول المدرسي. في مقابل ذلك دعا الناشطون في الحركات الجمعوية إلى تفعيل عدة مبادرات لتهدئة الشارع المحتقن بعد الخراب الذي شهدته هذه الأحياء، ويفيد عدد من الأعيان المزابيين والمالكيين أن الأحداث مقتصرة على بعض المناطق فقط دون غيرها من الأحياء التي تقطنها جميع فئات المجتمع بغرداية، ما يؤكد أن هذه الأحداث وراءها أشخاص يريدون جر المنطقة لما لا يحمد عقباها.