انتفاضة الاستقلال تستمر حتى استعادة السيادة! دعا رئيس الجمهورية العربية الصحراوية والأمين العام لجبهة البوليزاريو محمد عبد العزيز، أمس، الأممالمتحدة إلى التعجيل بتحديد تاريخ استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي، مؤكدا أنه ليس هناك أي حل غير اختيار الصحراويين لمستقبلهم بكل حرية، في رسالة واضحة للمحتل المغربي والدول السائرة في فلكه تبين تشبث القيادة والشعب الصحراوي بحقه في تقرير المصير مهما استمر تعنت المغرب، وتواصل ضغطه لإفشال إنتفاضة الاستقلال. استغل الرئيس الصحراوي والأمين العام لجبهة البوليزاريو، فرصة لقاءه بالشبيبة الصحراوية بمناسبة انعقاد مؤتمرها الثامن بمخيم اللاجئين أوسرد، ليبعث برسائل واضحة المعالم سواء للطرف المحتل للصحراء الغربية أو للدول الكبرى المدعمة لطرحه «غير الواقعي» لحل القضية الصحراوية، حيث أكد أن الشعب الصحراوي مصر على المضي في الخيار الذي دعمته الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب «البوليزاريو» منذ 40 سنة وهو الكفاح والنضال إلى غاية تحقيق الاستقلال. واستدل الرئيس الصحراوي على تمسك الشعب الصحراوي بحقه في الاستقلال، باستمرار الإنتفاضة بالأراضي الصحراوية المحتلة وجنوب المغرب والمواقع الجامعية رغم تفنن الدولة المغربية المحتلة في التنكيل والقمع الوحشي، فهم «مصرين» كما قال على درب الكفاح حتى النصر. وذكر الرئيس أن الشباب الصحراوي كان حاضرا منذ الانطلاقة الأولى لمسيرة كفاح الشعب الصحراوي، على غرار قائد الحركة الوطنية الفقيد محمد سيد إبراهيم بصيري، ومؤسسي الجبهة، من أمثال المحفوظ أعلي بيبا والخليل سيد أمحمد وسيدي حيذوك ولوشاعة عبيد وغيرهم، في صفوف الجيش الصحراوي وفي قطاعات الإدارة والتعليم والصحة والعمل السياسي والدبلوماسي وغيره، وفي انتفاضة الاستقلال. وأضاف مخاطبا الشباب المشاركين في المؤتمر، أنهم مطالبين بامتشاق مشعل الاستمرارية، بكل حكمة وتبصر، داعيا إياهم إلى وضع نصب أعينهم الأولويات، دون خلط أو تسرع، والتي يفرضها سياق الكفاح التي حددها المؤتمر الثالث عشر للجبهة، وفي مقدمتها، تصعيد المقاومة، بكل السبل وعلى كل الجبهات، من أجل انتزاع «حقوق شعبنا في الحرية والاستقلال وإقامة دولته على كامل ترابه الوطني». واستغل محمد العزيز المناسبة، ليوجه رسالة إلى الشعب المغربي عامة، والشباب المغربي خاصة، أكد فيها « أن الحل الديمقراطي العادل ينبغي أن يكون هدفا مشتركا لنا جميعا، لأن مستقبل الأمن والاستقرار في المنطقة مقترن بإنهاء حالة الظلم والاحتلال التي يعاني منها الشعب الصحراوي، مشددا على ضرورة بناء الأساس المتين للتعايش المشترك في ظل التعاون والتكامل بين الشعبين المغربي والصحراوي وكل شعوب وبلدان المغرب العربي». ولفت عبد العزيز الانتباه إلى أن «أن انتفاضة الاستقلال سوف تحظى بالأسبقية في النقاش والتحليل والدعم والمساندة ، على غرار مؤسسة جيش التحرير الشعبي الصحراوي التي، بطبيعة الحال، ستكون موضع اهتمام لمدها بكل ما تستحق من دعم لمقدراتها البشرية والعلمية». وأبدى الرئيس الصحراوي إصراره رفقة شعبه على المضي على النهج الاستراتيجي وإعداد الخطط اللازمة رغم صعوبة الجمع بين التحرير والبناء وظروف اللجوء والتشريد وانعكاسات الأزمة العالمية والمعطيات الأمنية في دول الجوار. ولأن هيئة الأممالمتحدة المسؤولة قانونيا على تصفية الإستعمار من الصحراء الغربية طالب عبد العزيز هذه الهيئة التعجيل بتحديد تاريخ استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي، وتمديد صلاحيات بعثة المينورسو لتشمل حماية حقوق الإنسان، ووضع حد لنهب الثروات وإطلاق سراح جميع المعتقلين والكشف عن مصير المعتقلين الصحراويين، مذكرا اسبانيا بمسؤولياتها القانونية والتاريخية اتجاه الشعب الصحراوي. وحيا الجزائر التي تتشبث بمقتضيات الشرعية الدولية وحق تقرير المصير وفتحت ذراعيها لآلاف الصحراويين الفارين من بطش المغرب وقدمت لهم الدعم المادي والمعنوي وما بدلت تبديلا. وعرف المؤتمر الثامن للشبيبة الصحراوية، مشاركة حوالي 1000 شاب، منهم 200 أجنبي حضر البعض منهم من أوروبا، أمريكا اللاتينية، إفريقيا، وقد أجمع ممثلو الوفود المشاركة على دعم القضية الصحراوية إلى غاية تحقيق استقلال الصحراء الغربية. وينتظر انتخاب قيادة جديدة للمنظمة الشبيبة الصحراوية جديدة، وأعلن موسى سلمى الأمين العام المنتهية عهدته ل»الشعب» عدم ترشحه لتولي رئاسة المنظمة، مفضلا ترك الفرصة لجيل آخر.