أكد العلامة محمد مكركب، أمس، أن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، قد أوفدت لجنة خاصة الى غرداية لتقصي الحقائق، متكونة من مشايخ وعلماء ومحامين ونفسانيين من داخل وخارج الجمعية، لدراسة أسباب تأزم الأوضاع بالمنطقة، والتدخل كطرف فعّال لإصلاح ذات البين ودرء الفتنة والحفاظ على الوحدة الوطنية. في هذا الإطار، أوضح مكركب في مداخلة له في الندوة الصحفية التي خصصت لمناقشة الأوضاع بغرداية، أن الوفد قد اجتمع بأعيان المدينة من مالكيين وإباضيين لإيجاد حل لتهدئة الأنفس، خاصة وأنه تم لمس قبولهم الإصلاح، ورحبوا بما جاءت به اللجنة من تسامح، مشيرا إلى أن عقلاء المنطقة قد بذلوا قصارى جهدهم لتعزيز الإخاء بين أبناء العرق الواحد بعيدا عن توجهاتهم المذهبية. وأرجع مكركب سبب تعقد الوضع إلى غضب بسيط للشباب، نتيجة ظروف اجتماعية واقتصادية، محذرا من إعطاء الأحداث صبغة الطائفية والتفرقة المذهبية، لأن المذاهب - بحسبه - لا يفقهها إلا العلماء والمشايخ، داعيا في هذا الشأن، الإعلام إلى توخّي الحذر والحيطة في استعمال المصطلحات ومعالجة مثل هذه المواضيع الحساسة. من جهته أكد الدكتور عبد الرزاق قسوم، رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، نجاح مهمة الوفد الاستطلاعي المكلف بتقصي حقائق الوضع الذي زار غرداية مؤخرا، موضحا أن الزيارة هدفها معرفة سبب ما حدث في المنطقة التي عرفت لسنوات بالهدوء والتعايش السلمي بين جميع شرائح المجتمع دون أي خلافات أو شقاق فيما بينهم، وإيجاد الحلول والإجراءات الكفيلة بإخماد نار الفتنة وتهدئة الوضع. وأشار المتحدث، إلى أن سكان غرداية استحسنوا عمل اللجنة وطالبوها بزيارات أخرى، من أجل مواصلة مساعيها في الإخاء وفقا لمبادئها السامية وحفاظا على الوحدة الوطنية المتأصلة في ديننا وعقيدتنا الإسلامية. وبخصوص عمل اللجنة وما تمخض عنها من نتائج، أوضح الدكتور «علي حاليتيم»، عضو باللجنة التي زارت غرداية، أن الوفد عقد ثمانية اجتماعات مراطونية مع الأطراف المتخاصمة، وأنهم سيقدمون، اليوم، تقريرا مفصلا عن حقيقة الوضع بغرداية يحتوي على 68 صفحة، بالإضافة إلى فيديوهات وتسجيلات هامة سيكون لها أثر في إبراز حقيقة ما حدث، وبعد الاطلاع عليه، ستعلن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين موقفها النهائي من الأحداث.