ذكر عضو جمعية العلماء المسلمين، الشيخ "محمد مكركب"، في تصريح ل"صوت الجلفة"، أن مبادرة الجمعية الرامية إلى إخماد نار الفتنة بغرداية قد أتت بثمارها حيث اتفق أعيان ومشايخ من الإباضيين والمالكيين على ضرورة التعايش السلمي. وذكر الشيخ "مكركب" أن الهدف من زيارة وفد جمعية العلماء المسلمين "هو نشر الوعي بيننا جميعا من أجل توضيح الرؤى" معتبرا أنه "حتى وإن كانت الأسباب اجتماعية نفسية اقتصادية إلا أن بعض المغرضين من داخل الوسط في غرداية أو من غيرهم يريدون أن يثيروا قضية الخلاف الطائفي والمذهبي والسياسي" وهو الأمر الذي لا وجود له ميدانيا بشهادة العقلاء من الطرفين في غرداية الذين يلحون ويؤكدون بأن الخلاف ليس طائفيا ولا مذهبيا بالرغم من اختلاف المذاهب بين الإباضية والمالكية. وأوضح محدثنا أن الأسباب كما لمسها ميدانيا لا تعدوا أن تكون "طيش شباب" بسبب انفراط عقد عند بعض الشباب نظرا لاحتقان النفسيات من الطرفين "فعندما تشتعل فتيلة مثلما وقع في بريان سابقا بسبب مفرقعة أو مباراة كرة قدم أو سب شاب لشاب تنفجر الأوضاع". كما أعلن الشيخ عن التوصل إلى اتفاق بعد انعقاد 08 لقاءات ومناقشات مع الأعيان والمفكرين والعلماء من الطرفين يقضي إلى الإجماع على مبدأين وهما التفكير العميق في بناء سياسة التعايش السلمي وهو الأمر الموجود ميدانيا بفضل رصيد الوحدة الوطنية وهو ما جعل الطرفين يتفقون على ضرورة التعايش السلمي وكذا البحث عن الحل الجذري لهذه القضية على أن لا تغذى الأجيال القادمة بتلك الحساسيات التي يريد البعض أن يغذيها على أساس الطائفية. وختم الشيخ "مكركب" حديثه بالقول أن كل هذه المشاحنات تبقى جزئية وجانبية يضاف إليها ضرورة قيام الإدارة بمعالجة الأسباب العمرانية والاقتصادية كالبطالة والدراسة وهو ما لمسناه، يضيف ممثل الجمعية، في السلطات العمومية والحكومة الذين أبدوا تجاوبا مع القضية.