أعلن علي بن فليس، أمس، ترشحه للانتخابات الرئاسية التي ستجرى في 17 أفريل المقبل. و هذا أمام جمع غفير من مسانديه وبعض المثقفين وجمع غفير من الصحفيين. وقال بن فليس في كلمة مطولة دامت أكثر من ساعة ونصف حول قرار الترشح " أدعو الجزائريين والجزائريات للوقوف معي اليوم لنرفع أهم تحد في حياتي والمتمثل في رغبتي في خدمتهم وخدمة وطننا، وإني على كامل الاستعداد لإحداث التحولات التي تستحقها أمة عظيمة كالجزائر والتي أقدم لها اليوم أخلص التزامي وتصوري وتصميمي وخبرتي وطاقتي". وتضمنت كلمة المترشح السابق لرئاسيات 2004 محاور عريضة ظهر وكأنه برنامجه الذي سيراهن عليه في الحملة الانتخابية المقبلة ووجه بن فليس كلماته لفئات الشعب الجزائري التي لم يستثن منها أحدا. وبفندق الهيلتون عاد بن فليس إلى المسار النوفمبري للتأكيد على الوطنية والاستلهام من قوة الشهداء المعنوية لإحداث التغيير. وعرج على ما تعيشه الجبهة الاجتماعية من مشاكل وحاول الاستثمار فيها من خلال تشخيصه للواقع قائلا " إن الشعب الجزائري يرفض بكل ما أوتي من قوة الظلم والغبن في الحق"، وركز على العدالة لبناء الدولة وتطبيق القانون على الجميع بمساواة ومحاربة اللاعقاب. واستمال بن فليس في كلمته فئة القضاة والصحافيين وقطاع الصحة والتربية ورجال الأعمال وحتى الجيش الوطني الشعبي لمساندته والتصويت عليه في الرئاسيات المقبلة. وخص قطاع التربية الوطنية باهتمام كبير ووعد بإحداث إصلاحات جذرية وتوظيفها في خدمة المورد البشري وتكوين جيل قادر على رفع التحديات. وعرج مطولا عند حالة الصحة في البلاد في صورة توحي بأن الرجل اختار الاستثمار في مشاكل الجبهة الاجتماعية لضمان أكبر قدر ممكن من الأصوات. ومن الفئات التي توقف عندها، الشباب الحامل للشهادات والذي يعاني من البطالة ومن ضعف التوظيف الاقتصادي قائلا " لقد جلت في الجزائر خلال السنوات الماضية أكثر من أي وقت مضى،وقابلت الكثير من الشباب الحامل للشهادات وغيره فكلهم من أصحاب المواهب وكلهم حماس، ولكم تألمت وهم يعبرون لي بصفاء قلب يئن وأحيانا أخرى بصبر" ولم يفوت بن فليس الفرصة لاستقطاب أنظار رجال الأعمال من خلال حديثه عن الواقع الاقتصادي ومنحه وعودا بتخليصهم من شبح البيروقراطية، كما تحدث عن رهانه عن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتقليص فاتورة الاستيراد من خلال تشجيع الإنتاج الوطني والرقي بالفلاحة. وأضاف في نفس السياق عن عزمه توفير مناصب عمل جديدة في القطاعات الصناعية والفلاحية والخدمات، واضعا نصب أعينه التقليص من التبعية للمحروقات مضيفا " علينا استخلاص الدروس والعبر من تجارب الماضي والانخراط بكل قوة في اقتصاد منتج للسلع والخدمات تكون نوعية وتنافسية يشجع فيها ويدعم رأس المال الخاص ومبادراته،إن الكثير من الطابوهات تعرقل أداءنا الاقتصادي ،وقد حان الوقت لمحاربتها بدون هوادة" وخاض بن فليس في مختلف القضايا الوطنية من خلال الحديث عن أصحاب الاحتياجات الخاصة والأطفال والجالية والجزائر العميقة كما توقف عند ما تمر به المنطقة العربية وإفريقيا والعلاقات الدولية من تحولات وانعكاساتها على الجزائر والسلم والاستقرار العالمي. وحذر بالمقابل من المد الإرهابي الذي يهدد السلم والاستقرار العالمي منذ أكثر من 25 سنة وتوقف في قضية الاعتداء على تيقنتورين ودور الجيش الوطني الشعبي المهم في حماية السيادة الوطنية وصون استقرار البلاد. ورمى المؤسسة العسكرية بالورود من أجل كسب ودها وإبعاد أية أمور سلبية، ومن القضايا التي تحدث عنها محاربة الفساد والرشوة وتقوية الجهاز القضائي الموازنة بين الحقوق والواجبات.