منشآت كبرى عديدة وذات مستوى عالٍ ستستفيد منها الرياضة الجزائرية في الأشهر القادمة، من خلال مخطط تم تنفيذه في السنوات الأخيرة لتدعيم المنشآت وإعطاء دفع قوي للممارسة الرياضية ببلادنا. أين تم تنفيذ برنامج طموح يسير نحو استلام معظم هذه المجمعات الرياضية الكبرى في نهاية عام 2015، بحسب ما أكده وزير الشباب والرياضة محمد تهمي، الأسبوع الماضي، من خلال الوتيرة الجيدة التي تسير بها مختلف المشاريع التي تنجز في عدة ولايات من الوطن. فهذه الانجازات سوف تعطي للجزائر أرضية صلبة، من حيث توفير المناخ المناسب لممارسة رياضية واسعة ونوعية، أي أن عددا معتبرا من الرياضيين سيجدون الوسائل الضرورية للممارسة، إلى جانب توفير المجال لنخبتنا لترقية مستواها والوصول إلى نتائج معتبرة على الصعيد الدولي. حظيرة متناسقة ومن خلال الاستراتيجية المرسومة من طرف السلطات العمومية وهي إعداد حظيرة متناسقة من المنشآت وتدارك التأخر الذي سجل في هذا المجال بتسخير إمكانات ضخمة للوصول إلى هذه الغاية، أين تم فتح ورشات متعددة في وقت قياسي بمعايير دولية وتكنولوجيا حديثة وفق متطلبات المرحلة التي تقدم الخدمة سواء للرياضي أو للمتفرج... هذا الأخير الذي بإمكانه، عند استلام هذه الانجازات، الاستمتاع بمحيط مناسب للفرجة والراحة في نفس الوقت. وبالنسبة للمجمعات الرياضية الكبرى، تم تخصيص مبلغ 200 مليار دج للوصول إلى تحقيق هذه المنشآت التي تتوافر على المرافق الضرورية التي تسمح لها باستضافة المنافسات ذات المستوى العالي وعددها 11، حيث أن بعضها وصلت الأشغال به مرحلة متقدمة والكل ينتظر بشغف رؤية هذه الجواهر تزين الديكور العام للرياضة الجزائرية، ونعني بها المركبات الرياضية لكل من براقي، وهران، الدويرة وتيزي وزو. وهران لاستضافة ألعاب البحر الأبيض المتوسط وبحسب المعلومات الأخيرة، فإن مركب وهران يسير بنسق جيّد وبلغت نسبة تقدم الأشغال به 60 من المائة إلى جانب ملعب براقي، في حين هناك عطل تقني بين الشركات المعنية ضمن ملعب تيزي وزو كان وراء تأخر الأشغال به. لكننا علمنا من مدير الشباب والرياضة لولاية تيزي وزو، ان الأمور اتضحت بين الشركتين المعنيتين بهذا المشروع والذي سوف يعطي المناخ المناسب لاستمرار الاشغال بالوتيرة التي تمنيناها في هذه المنشأة التي تضم ملعبا يتسع ل50 ألف متفرج. وبالاضافة إلى هذه المنشآت التي قطعت شوطا مهما في إنجازها، فإن هناك مشروعين سيتم الانطلاق فيهما والمتعلقين بمركبي سطيف وقسنطينة بنفس المواصفات العالمية. من جهة أخرى، فإن ولايات مستغانم وبجاية وباتنة والشلف وتلمسان، ستكون لها ملركبات رياضية كبيرة أين انطلقت الدراسات لإعداد مشروع في كل ولاية معنية بهذه المركبات الرياضية. فالجزائر ستكون مستعدة للعب دور ريادي في مجال استقبال المنافسات الدولية خلال السنوات القليلة القادمة، بفضل هذه الحظيرة الضخمة من المركبات الرياضية ذات المستوى العالي. وفي هذا الإطار، فإن النظرة المستقبلية بدأت تتجسد من خلال ترشح الجزائر لاستضافة العديد من المنافسات الدولية، على غرار كأس افريقيا للأمم لكرة القدم لعامي 2019 و2021... حيث أن الملاعب التي ستنجز بمقاييس حديثة ومعايير دولية تعطي للجزائر حظوظا كبيرة لاستضافة المنافسة القارية التي نظمت مرة واحدة في بلادنا فقط في عام 1990 والتي توج فيها المنتخب الوطني.
مونديال كرة اليد للأمال في الأفق كما أن الجزائر ترشحت لاحتضان مونديال كرة اليد لأقل من 21 سنة لعام 2017، والذي سيكون فرصة لتنمية قدراتنا في المجال التنظيمي والمنافساتي، لأن الدورة عالمية، أين سيتم إنجاز قاعة خاصة بالرياضات الجماعية بالخروبة – الجزائر العاصمة – بمواصفات عالمية والتي تتسع ل15 ألف متفرج وبإمكانها احتضان 17 ألف متفرج... إلى جانب إنجاز العديد من القاعات بسعة تصل إلى 5 آلاف متفرج... فالشعبية التي تتمتع بها كرة اليد الجزائرية تعني نجاح مثل هذه المبادرات، وخير دليل العودة القوية للكرة الصغيرة الجزائرية التي استطاعت، في جانفي الماضي، التتويج بالكأس القارية، رغم المشاكل التي عاشتها هذه الرياضة في السنوات الأخيرة. كما أن الجزائر سوف تترشح لاستضافة دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط في السنوات القادمة، وستختار مدينة وهران لاستقبال هذا التجمع الإقليمي الكبير من خلال وجود المنشآت الضرورية الكبرى، أين تسير الاشغال بوتيرة جد مقنعة للمركب الرياضي... فالظروف مواتية لاستقبال هذا الحدث الذي لم ينظم بالجزائر منذ 1975. توفير محيط مناسب حول الملاعب... إن وضع أهداف استراتيجية لهذه المنشآت ستكون له آثار جد إيجابية على الرياضة الجزائرية من خلال استلام هذه الانجازات للممارسة المحلية والدولية، من خلال استضافة المنافسات القارية والاقليمية. والشيء الذي يزيد من نجاح هذه النظرة، هو الخطوات العلمية التي تسير عليها الاستراتيجية، أين تم من الآن التفكير في طريقة تسيير هذه المنشآت التي تدعم الرياضة الجزائرية، وفق معايير دولية، واليوم الدراسي الذي انعقد، الاسبوع الماضي، بالجزائر، بمشاركة خبراء دوليين... وتم الوقوف على العديد من النقاط التي تعطي الفعالية الكبيرة لهذه المنشآت من خلال التكوين البارز لكل الأشخاص الذين سيقومون باستغلال المنشأة وتحضيرهم قبل استلام هذه الملاعب وإنشاء مهن متعلقة بالرياضة في مجال استغلال الملاعب التي لابد أن تعرف صيانة دورية لتمديد فترة وجودها في مستوى عال لمدة تفوق 30 سنة بحسب الخبراء الذين شاركوا في اليوم الدراسي. ومن ضمن النقاط التي تم التركيز عليها خلال هذا الحدث، هو ضرورة توفير المنشآت المرافقة لهذه المحطات الرياضية، من خلال إعداد محيط مناسب يدخل المرافق الضرورية، والمتعلقة بالنقل بوجود طرق مناسبة ووسائل نقل متوفرة لتسهيل التنقل وعدم عزل المنشأة الرياضية عن المحيط العام للمدينة... إلى جانب توظيف الإيواء بوجود هياكل استقبال من فنادق ومحلات تجارية لتكون المنشأة الرياضية قاعدة حياة حيوية توفر لكل الذين يستعملونها جوا مناسبا، سواء للرياضيين أو الجمهور، وتشجع كذلك على استضافة المنافسات الدولية. كما ذكّر أحد الخبراء بضرورة تواجد مركز طبي في كل منشأة ومن الطراز الحديث، لتوفير كل الوسائل الضرورية للرياضيين الذين يجدون كل الضروريات في موقع واحد لتنمية قدراتهم الفنية، وهذا ينطبق أيضا على المتفرجين والذي يدخل في اطار وجودهم للاستمتاع بمهرجان في ظروف مواتية... وتوفر مركز طبي يزيد في ملف أمنهم، لا سيما خلال المناسبات الكبرى وكثرة عدد الجماهير التي ستتوافد على الملعب. ومن أجل الوصول إلى إعطاء فعالية لكل المنشآت، فإن فكرة إعطاء الفرصة لكل الفاعلين ضرورية في هذا الاطار، أين تكون الاتحاديات المعنية والصحافة والجمهور والممولون الذين سيقدمون الاضافة في طريقة تسيير هذه المنشآت في مواقع مخصصة لكل فئة، وفق ما هو متعارف عليه على الصعيد العالمي، بحسب أحد الخبراء الذي ذكر بضرورة الاستغلال الرابح للمنشأة وتوفير الوسائل باستمرار لصيانة المنشأة... وهذا بإقامة منافسات دورية فيها لتكون أسباب وجودها جد مستغلة وبمستوى كبير. مراكز للتجمع.. وإعادة تهيئة الملاعب القديمة ومن أجل الوصول إلى توفير كل الوسائل لترقية رياضة النخبة، فإن الوصاية قامت بمجهودات معتبرة للوصول إلى إعداد هياكل استقبال وتدريب الرياضيين والفرق في نقاط مختلفة من الوطن، بإقامة 4 مراكز للتجمع الرياضي، وهي على التوالي: السويدانية بالعاصمة وسيدي بلعباس وتيبازة وعين سيلان بخنشلة.. هذه المنشآت توجد في مرحلة متقدمة من الانجاز... والتي تدعم المراكز الثلاثة الموجودة والتي يتم اعادة تهيئتها لتكون وفق معايير موفقة، وهي سرايدي بعنابة والشلف وتيكجدة.. اين يتم توفير المناخ المناسب لنخبتنا للتحضير للمنافسات الدولية في ظروف مناسبة وتركيز محكم. ويمكن القول إن توفر مركز سيدي موسى بالنسبة لكرة القدم أعطى نتائج باهرة في طريقة تحضير "الخضر" من تركيز جيد وتفادي التنقلات العديدة للخارج. وإضافة الى مراكز التجمعات، فإن تجربة المدارس الأولمبية أضحت جد مشجعة، لاسيما بعد استلام مدرستي سطيف وبسكرة اللتين ستسمحان بتحضير المواهب الشابة في ظروف جد مناسبة لترقية مستواهم وبتوفر الوسائل الضرورية من الناحية الرياضية والايواء والدراسة... فهذه التجربة ستوسع عن قريب لإقامة مدرستين بكل من غليزان وبومرداس... ودراسات بخصوص مشروعين آخرين تجري حاليا... الى جانب مشروع لإقامة مدرسة أولمبية بمدينة ورقلة لتكون أقطابا حقيقية لترقية مستوى المواهب الواعدة. ويمكن القول إن الرياضة الجزائرية على موعد مع تجديد نوعي لهياكلها التي سوف تكون وفق المعايير الدولية وفضاءات حديثة، خاصة وان برنامج طموحا يشمل أيضا إعادة تهيئة العديد من الملاعب القديمة لترقيتها الى مستوى جيد يسمح باستغلالها في ظروف أحسن بكثير من الوضعية التي تتواجد عليها حاليا. وبالنسبة لملعب 5 جويلية، الذي ينتظر أن يعرف حلة جديدة بعد عامين، من خلال إعادة تهيئة مدرجاته وهياكله، لاسيما الارضية والانارة، ليكون مرفقا ذا مواصفات حديثة في الأشهر القادمة... الأمر الذي يزيد في تفاؤل الأسرة الرياضية والمتفرجين الذين بإمكانهم استغلال هذه المنشآت في ظروف جد مشجعة من كل النواحي والمشاركة في ترقية الرياضة الجزائرية التي تبرهن دائما على وجود مواهب تنتظر توفير المناخ المناسب لها لتفجّر طاقاتها.