شرعت الدولة في إنجاز عدة مشاريع لتشييد ملاعب أو مركبات رياضية على المستوى الوطني، مع ضرورة تطبيق المعايير الدولية المعمول بها في أفضل الملاعب الكروية العالمية. كما وفّرت الدولة كل الموارد المالية اللازمة من أجل بناء هذه الصروح الكروية. وقد باشرت بالفعل في عملية البناء. وقد حاولت ”الفجر” الوقوف على جميع مشاريع بناء الملاعب الجديدة، و التعرف على مستوى الأشغال بها، وكذا آجال التسليم المحددة 40 ألف متفرج يسعهم ملعب براقي .. عش الطائر الصيني بالجزائر هو واحد من خمسة ملاعب جديدة قد حددت ضمن المخطط الخماسي الخاص بوزرارة الشباب والرياضة، وقد تم الانطلاق فعليا في المشروع منتصف 2008، لكن الأشغال توقفت بسبب المشاكل الفنية التي عرقلت عملية البناء كنوعية التربة اللزجة، وشبكة خيوط الكهرباء بتلك المنطقة. ورغم أن القائمين على المشروع كانوا قد حددوا في بادئ الأمر بلدية سيدي موسى من أجل إقامته، لكن في الأخير تم تغيير مكان إقامة الملعب ووقع الاختيار على بلدية براقي لعدة أسباب وجيهة. وقد أوضح حوة عبد الناصر، المكلف بالمشاريع الرياضية بمديرية الشباب والرياضة بالعاصمة أن السلطات حاولت البحث على توفير كل الشروط اللازمة لإنجاح المشروع والذي خصصت له الوزارة غلاف مالي يفوق 11 مليار دينار، حيث تم اختيار مكان إقامة الملعب بدقة متناهية وبناء على دراسات قامت بها شركة ”أتي سي” الفرنسية، حيث إن المكان المحدد سيسمح لجميع الأنصار التوافد على الملعب بالنظر إلى توفر مختلف وسائل المواصلات بالمكان، على غرار محطة قطارات ستدشن قريبا بالقرب من الملعب. وأضاف حوة أن الجانب الأمني أخذ الحيز الأكبر في قرار تعيين مكان بناء الملعب، حيث إن المكان المذكور بعيد عن التجمعات السكانية وبالتالي فإن ذلك يضمن راحة الجميع وعدم تعرض ممتلكات المواطنين للأضرار نتيجة شغب الأنصار. بالإضافة إلى ذلك، فإن ملعب براقي لا يبعد سوى أمتار قليلة عن مستشفى زميرلي وبالتالي فإن ذلك يضمن سهولة نقل الرياضيين المصابين لتلقي العلاج. وأكد حوة أن نسبة الأشغال بملعب براقي تبدو مبشّرة، حيث إن الشركة الصينية ”سي أر سي أو جي” المكلفة بالمشروع تسير ضمن المخطط الموضوع لبناء الملعب وتسليمه في الآجال المحددة سلفا، حيث من المنتظر أن يستغرق بناء الملعب 29 شهرا، على أن يسلم أواخر سنة 2013. ملعب الدويرة .. مؤسسة صينية خبيرة لاستكماله نهاية 2013 وهو الملعب الأولمبي الجديد الثاني بالعاصمة بعد ملعب براقي الذي لا يزال قيد البناء. ولا يختلف تصميم ملعب الدويرة كثيرا عن ملعب براقي، حيث يحظى هو الآخر بأرضية طبيعية قابلة للتغيير بسهولة، ومطابقة للشروط العالمية، بالإضافة إلى أن الملعب سيكون مغطى، مع العلم أنه لا توجد أي ملاعب مغطاة بأرض الوطن حاليا. وستتكفل الشركة الصينية ”زاد سي أي أو أس” بالمشروع والذي سيستغرق 29 شهرا، على أن يتم استلامه نهاية سنة 2013. ومن الميزات التي يعرفها ملعب الدويرة توفره على كل المرافق الضرورية للرياضيين من ملاعب تدريب متعددة إلى فنادق ومنشآت خاصة بالاسترجاع كالحمامات والمسابح. وقد عرفت الأشغال بملعب الدويرة تقدما ملحوظا، خاصة وأن الشركة الصينية المكلفة بالمشروع تملك خبرة طويلة في إنشاء و شييد المنشات الضخمة على غرار بنائها لمحطة القطارات ببكين ، وبعض المنشآت الرياضية التي تم تدشينها بالعاصمة الصينية بيكين بمناسبة احتضانها للألعاب الأولمبية الأخيرة. ملعب وهران الأولمبي قرية رياضية بتكلفة 16 مليار دينار جزائري نظرا لكون عاصمة الغرب في حاجة ماسة الى صرح رياضي في المستوى، فقد تم الشروع في بناء ملعب لا يقل جمالية عن باقي الملاعب الجديدة، ويتوفر ملعب وهران الأولمبي على قاعة متعددة الرياضات أيضا، بالإضافة إلى الكثير من المرافق العامة. ويمكن اعتبار المشروع بمثابة قرية رياضية تتوفر على جميع المرافق والمتطلبات الخاصة بالرياضيين، وقد بلغت تكلفة الملعب حوالي 16 مليار دينار جزائري. 50 ألف متفرج بملعب تيزي وزو الجديد .. ميدان بمواصفات عالمية في الوقت الذي تتكفل شركتين صينيتين بمشروعي بناء ملعب براقي والدويرة، فإن صفقة بناء ملعب تيزي وزو كانت من نصيب الشركة الجزائرية ”أو أر تي أش بي” بمعية شركة إسبانية أخرى. ويعد ملعب تيزي وزو الجديد من الملاعب الأكثر جمالا من بين الملاعب التي سترى النور قريبا، خاصة بالنظر إلى المكان الاستراتيجي الذي يحتضن أشغال بناء الملعب. ويواكب ملعب تيزي وزو جميع الشروط الدولية، بالإضافة إلى أرضية الميدان الطبيعية من المستوى الرفيع. وهي نفس الأرضية الموجودة بأكبر الملاعب الإنجليزية. ويمتاز ملعب محمد بوخالفة بأنه مكون من طبقة علوية من المدرجات وأخرى سفلية، ومغطى حسب مواصفات القرن الواحد والعشرين، ويحتوي على عدة مرافق أخرى منها محلات تجارية تحت المدرجات وهياكل أخرى، وموقف سيارات. وبلغت نسبة تقدم الأشغال بالملعب أكثر من 20 بالمئة، مع العلم أن تكلفة الانجاز تبلغ حوالي 3 مليار دينار. ملعب سطيف الجديد عاصمة الهضاب صابرة على مشروع أولاد صابر في الوقت الذي عرفت مختلف مشاريع الملاعب الجديدة الأخرى تقدما ملحوظا، إلا أن ملعب سطيف لم ينطلق لحد الآن، كما لم يتم أيضا اختيار الشركات التي ستتكفل بانجاز المشروع. وقد تم تعيين القطعة الأرضية الخاصة ببناء الملعب الذي سيقع بناحية أولاد صابر (20 كلم على مقر الولاية) في انتظار أن يعرف المشروع النور قريبا. حكيم مختاري مدير الاستثمار بمديرية الشباب و الرياضة ل”الفجر” ”المواطن مطالب بالحفاظ على الملاعب الرياضية وحمايتها من التخريب” تطور مجال المنشآت الرياضية ليس متعلقا فقط بمجهودات الدولة أكد مدير الاستثمار بمديرية الشباب والرياضة لولاية العاصمة حكيم مختاري أن النهوض بمستوى الرياضة الوطنية بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص يتطلب تضافر جهود الجميع، من مسؤولين ورياضيين وجميع المواطنين. ووجه محدثنا دعوة للجميع بضرورة المساهمة في تطوير الرياضة عن طريق الحفاظ على هذه المكاسب والمنشآت الرياضية التي أنجزت، وحتى التي هي في طور الانجاز، حيث اعتبر مختاري أن الملاعب ملك للمواطن بدرجة أولى وهو مطالب بضرورة الحفاظ على ممتلكاته مع التحلي بروح المسؤولية وعليه العمل على المساهمة في تطور الرياضة الوطنية. ”من الغريب أن يقوم بعض المواطنين بتخريب الملاعب الجوارية ” أوضح مختاري أن الدولة شيدت مؤخرا العديد من الملاعب الموجهة لمختلف أحياء العاصمة، ضمن ما يسمى بترقية الرياضة الجوارية. لكننا للأسف شاهدنا أن العديد من هذه الملاعب تم تخريبها من طرف بعض المواطنين رغم أن الملاعب لم يمض على بنائها سوى فترة بسيطة. ورغم أنها قد شيّدت لصالح أبناء وشباب الأحياء، لكننا للأسف نرى أن العديد منها تم سرقة سياجها الحديدي وتخريب الميادين إلى غير ذلك من التصرفات التي لا يمكن أن تتوافق مع روح المواطنة”. واستغرب مختاري سلوك الأطراف المسؤولة عن تخريب المرافق الرياضية، حيث من غير المعقول أن يأتي أناس من خارج الحي للقيام بمثل هذه التصرفات، وبالتالي فإن ”التهديم” قام به لا محالة بعض الأشخاص غير الرياضيين. ودعا محدثنا جميع الأطراف للتجند من أجل حماية الملاعب من تصرفات مثل هته الفئات الطائشة. ”تطور الوعي الثقافي للفرد أهم من المنشآت الرياضية” اعتبر مختاري أنه مهما سعت الدولة لبناء وتشييد المزيد من الملاعب والقاعات الرياضية، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة تطور الرياضة الوطنية، ما دام أننا نشيد الملاعب ثم نعيد تهديمها بسبب تصرفات طائشة من بعض الأشخاص الذين لا يتحلون بروح المسؤولية بتاتا. وأكد مختاري أن التطور الفكري وزيادة الوعي الثقافي والإحساس بالمسؤولية أهم من التطور المادي المتمثل في بناء وتشييد الملاعب والقاعات الرياضية المختلفة. وهو ما نلمسه في مختلف البلدان المتطورة في أوروبا والتي يساهم فيها كل أفراد المجتمع في تطوير وتنمية الرياضة عن طريق الحفاظ على الممتلكات العامة، والإبلاغ عن كل تخريب قد يقع. نائب رئيس شباب بلوزداد محمد بلعيد ل”الفجر”: ”نادي محترف بدون ملعب يعني لا شيء” الدولة ستوزع قطع أرضية على الأندية المحترفة قريبا اعتبر نائب رئيس شباب بلوزداد محمد بلعيد أن الملعب أحد الركائز المهمة في مشروع الاحتراف، لأن افتقاد النادي لهذا الشرط، يفشل هذا المشروع من أصله، معربا بأن أنديتنا بحاجة إلى إنشاء ملاعب لاستخلاص نتائج طيبة عن الاحتراف. وأعطى بلعيد في تصريح ل ”الفجر” مثالا عن فريق مولودية الجزائر بصفته عميد الفرق الجزائرية، والذي يفتقد لملعب يستقبل فيه منافسيه، مشيرا إلى أن الوضع ليس في صالح الاحتراف، وإنما السلطات المعنية مطالبة بدراسة ذلك جيدا، للنهوض بالكرة الجزائرية. بالمقابل، كشف محدثنا أن الدولة وعدت مؤخرا بمنح الفرق المحترفة مساحات لبناء ملاعب، مع تدعيمها بمبلغ مالي معتبر، قائلا ”نحن في شباب بلوزداد وصلتنا أخبار سارة، تفيد بأننا سنحصل قريبا على قطعة أرض، التي سننجز عليها ملعبنا الجديد”. وبرر بلعيد في حديثه عن هذا الهاجس، الذي يعترض مسيرة العديد من الأندية المحترفة سواء من بطولة الرابطة الأولى أو الثانية، قائلا في الصدد ”ندرك أن أندية تنشط في البطولة الاحترافية لا تملك حتى أين تجري تدريباتها”، في إشارة منه إلى ملعب 20 أوت، الذي يحتضن تدريبات عشرات الفرق باختلاف أصنافها، إلى جانب فريق نصر حسين داي، الذي قد يستقبل في الرويسو، إذا تم رفض ملعب الزيوي، بسبب عدم تأهيليه، مثلما حدث مع النصرية في الموسم الماضي. وأنهى الرجل الثاني في بلوزداد حديثه يقول ”نتمنى أن تجد الدولة حلولا سريعة لمشكل نقص الميادين، خاصة وأن نجاح الاحتراف مرهون بذلك”.