ضبطت مختلف الاحزاب السياسية عقاربها على موعد الرئاسيات المقررة في غضون شهر أفريل المقبل، وتحسبا لها شرعت في الاستعدادات والتحضيرات وكثفت من نشاطها مثلما هو الشأن بالنسبة لاحزاب التحالف الرئاسي التي تعقد تحت اشراف رئيسها عبد العزيز بلخادم استعدادا لاعلان رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة عن ترشحه المرتقب خلال الشهر الداخل، فيما تواصل أحزاب أخرى نشاطها في انتظار حسم موقفها من الاستحقاق الانتخابي. وبالموازاة مع التحضيرات، سحبت بعض التشكيلات التي يعتزم قادتها خوض معركة الرئاسيات استمارات اكتتاب التوقيعات منها حزب العمال وأحزاب التحالف الرئاسي التي تعتزم جمع أزيد من مليون ونصف توقيع في انتظار حسم الاحزاب المنتمية للتيار السلامي ويتعلق الامر بحركتي النهضة والاصلاح الوطني في موقفها وما اذا كانت ستتقدم بمرشح واحد على اعتبار أن التشكيلتين امتدادا لبعضهما. وفي نفس السياق قال الامين العام لحركة النهضة فاتح ربيعي لدى اشرافه أول أمس على افتتاح الدورة العادية لمجلس الشورى الوطني بان حزبه منفتح على كل الخيارات المتعلقة بالرئاسيات وهي أهم نقطة في جدول اعمال الاجتماع للحسم في الموقف النهائي للحركة. وكانت حركتي النهضة والاصلاح الوطني قد اتفقتا على انشاء تحالف اسلامي ورجحت القيادتان التقدم بمرشح واحد للرئاسيات المقبلة، الا أن الخيار لم يتأكد بعد، واكتفى بان مجلس الشورى سيتدارس مختلف الخيارات المطروحة لاتخاذ قرار بما يخدم المصلحة العليا للبلاد ومصلحة الحركة سياسيا وتنظيما. من جهتها، شرعت اكاديمية المجتمع المدني الجزائري في جمع مليون توقيع لصالح المرشح الذي قررت مساندته في الموعد الانتخابي ويتعلق الامر بالسيد عبد العزيز بوتفليقة، حيث أكد أمينها العام أحمد شنة أن الاكاديمية سخرت جميع هياكلها داخل وخارج الوطن من أجل جمع مليون توقيع لمرشحها. ووصف ذات المتحدث الرئاسيات المقبلة »باللعبة السياسية المفتوحة« عكس ما يدعي البعض في اشارة الى دعاة المقاطعة داعيا الى المشاركة الواسعة والقوية لتكريس مواصلة بناء البلاد ودعم وتعزيز المسار الديمقراطي، مضيفا ان الجزائر في حاجة الى رجل قادر على الابقاء على التوازنات ودعم الاصلاحات الديمقراطية واستكمال الورشات المفتوحة في جميع الميادين. وكانت اغلب التشكيلات السياسية ركزت تحضيراتها على اقناع المواطن والناخب عموما بضرورة أداء واجبه وحقه الانتخابي بعدما خيم هاجس العزوف على تشريعيات العام 2007 على عكس نسب المشاركة القياسية سواء في الرئاسيات التي جرت سنتي 1999 و 2004 أو خلال استفتاء الرئيس بوتفليقة للشعب في مختلف المبادرات التي قام بها منها الوئام المدني والمصالحة الوطنية، ولان التشكيلات السياسية تتحمل جزء من المسؤولية على اعتبار ان عدم ايفائها بالوعود، ترتب عنه العزوف على أداء الفعل الانتخابي وهو الطرح الذي أكده وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين يزيد زرهوني غداة الاعلان عن نتائج التشريعيات، الامر الذي يبرر حرص الاحزاب على استعادة ثقة الناخبين من خلال تكثيف العمل الجواري والحضور في الميدان الذي يعتبر أكبر تحدي بالنسبة لهم في رئاسيات .2009 واذا كانت الامور محسومة بالنسبة لبعض الاحزاب منها حزب العمال الذي وان قررت أمينته العامة تعليق الاعلان عن مشاركتها في الرئاسيات الا ان سحب تشكيلتها لاستمارات اكتتاب التوقيعات يؤكد مشاركتها الامر الذي ينطبق على المترشحين الآخرين منهم رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية موسى تواتي ورئيس حزب عهد 54 علي فوزي رباعين وغيرهم من المترشحين، فانه يجري التحضير حاليا لحفل يعلن خلاله السيد عبد العزيز بوتفليقة عن ترشحه المرتقب في غضون الشهر الداخل كأقصى تقدير. ------------------------------------------------------------------------