يعتبر المحلل السياسي والخبير في العلاقات الدولية، عبد العزيز جراد، احتضان الجزائر، اليوم، لاجتماع وزراء خارجية دول حركة عدم الانحياز، بمثابة فرصة جيّدة أمام المشاركين لمناقشة القضايا الراهنة والمشاكل والأزمات الأمنية التي تعصف بالعديد من دول الجنوب والتشاور حول سبل إيجاد حلول سلمية لها، تعتمد أساسا على الحوار السياسي واحترام سيادة الدول. كيف ينظر المحلل السياسي عبد العزيز جراد إلى انعقاد الاجتماع الوزاري لدول حركة عدم الانحياز بالجزائر وفي هذا الزمن بالتحديد، حيث يشهد العالم العديد من الأزمات والصراعات واختلال التوازن الأمني والاجتماعي والاقتصادي؟ سؤال أجاب عليه، أمس، المحلل السياسي الذي خص به «الشعب»، أن «حركة عدم الانحياز هو فضاء مهم وفرصة أمام الدول الأعضاء لتبادل الآراء ومناقشة القضايا الراهنة على الصعيدين الدولي والإقليمي، ولم تعد ذلك الفضاء الذي عرف في بداية السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، بل هي اليوم فضاء هام يثبت أن لدول الجنوب مكانتها، ولها القابلية لأن تكون لها وجهة نظر موحدة حول القضايا الراهنة». ويرى عبد العزيز جراد، أن «الدورة المنعقدة بالجزائر، ابتداء من اليوم، هي دورة عادية لبعض الدول الأعضاء، تتناول وتناقش من خلالها القضايا والأزمات والمشاكل المطروحة على الصعيد الدولي على العموم وأزمات دول الجنوب بشكل خاص»، مذكرا في هذا السياق، بالأزمة الأوكرانية، القضية السورية، ما يجري في العراق، الأوضاع غير المستقرة في اليمن، إلى جانب الحركية السياسية بمصر التي تستعد حاليا، لخوض الانتخابات الرئاسية، وأخيرا آخر الأحداث بالمنطقة أي الأزمة الليبية. وفي إجابته عن أسباب انعقاد ندوة وزراء دول عدم الانحياز بالجزائر، أكد عبد العزيز جراد قائلا، إن «الكل يعلم أن الجزائر لازالت تعتبر من طرف كل الدول، من بين القوى التي تدافع على مبادئ احترام سيادة الحكومات والدول وعلى حق الشعوب في تقرير المصير، وتشجع التنمية وتقوية الاقتصاد، إلى جانب تشجيع التبادل وتعزيز الحوار بين دول الجنوب والشمال، والعمل على تقليص الهوة بينهما». ومن المعهود أيضا، يضيف المحلل السياسي، أن «الجزائر ترافع دوما، على مبدإ اللجوء إلى الحل السلمي واستعمال الوسائل السياسية دون غيرها في حل الأزمات الأمنية والسياسية التي تتعرض لها الدول والحكومات وهي دائمة الاعتراض على استعمال القوة والتدخل العسكري». وفي شأن آخر، اعتبر عبد العزيز جراد، أنه من المفروض أن تشكل قضية الأزمة الليبية محور النقاش والمحادثات التي ستجمع الوفود المشاركة في الندوة، مؤكدا أن «التطرق لعدم الاستقرار بليبيا، وخطر ذلك على دول الجوار. كما سيشكل اللقاء مناسبة لتوفير كل الجهود لمحاولة تحديد المسؤوليات في هذه القضية، وكذا إيجاد سبل التقارب بين أطراف النزاع لحله بالطرق السياسية السلمية والحوار، كون حركة دول عدم الانحياز قد أصبحت فضاء لطرح كل القضايا الشائكة في العالم، فمن بين النقاط التي ستناقشها الدورة، أيضا، بحسب عبد العزيز جراد، كيف السبيل إلى تقوية رؤية جماعية وموحدة من أجل محاربة آفات الإرهاب، والجريمة المنظمة العابرة للقارات .