أجمع أمس “ضيفا الشعب” المحلل السياسي والأستاذ الجامعي عبد العزيز جراد، والدكتور إسماعيل دبش أستاذ بجامعة العلوم السياسية بالجزائر، على أن للوضع الخطير في سوريا وكذا في منطقة الساحل يخدم مصالح أجنبية وإقليمية أكثر ما هو في صالح الشعوب والتغيير نحو الأفضل الذي تطمح إليه اليوم. واعتبر الدكتور دبش أن ما يحدث في سوريا »كان مخطط له مسبقا وهو أمر يهدف أولا وقبل كل شيء إلى تفكيك العالم العربي من أجل ضمان استمرارية القوة الأمريكية في المنطقة وكذا ضمان أمن إسرائيل« وأضاف »ضيف الشعب« أن الأزمات التي مست مؤخرا العديد من الدول العربية افتعلت على أساس عقائدي ديني أو جهوي وجاءت طبقا للدراسات والتكهنات والخطة الجيوإستراتيجية التي وضعها كل من أستاذ التاريخ الأمريكي لويس برنارد، ولها خلفية خطيرة أخرى تتمتل في محاولة الخروج من الأزمة الاقتصادية العالمية الخانقة التي يعاني منها النظام الرأسمالي«. وأوضح في ذات السياق أن السيناريو نفسه قد سبق وجرى في ليبيا وفي العراق أين افتعلت الحرب والتدخل العسكري الذي أدى إلى تدمير البنية التحتية للبلدين الأمر الذي سهل دخول الاستثمار الأجنبي ونهبه لخيرات البلدان المحطمة«. وأكد من جهته المحلل السياسي عبد العزيز جراد انه لابد من تحديد مفهوم إرادة الشعوب والتغيير لفهم الوضع الراهن في سويا وكذا ما حدث في كل من مصر ليبيا وتونس وبلدان عربية أخرى، مضيفا أن الرغبة في التغيير موجودة حتما عند الشعوب العربية، غير أن السؤال المطروح والاجابة عنه مؤجلة الى وقت لاحق: هل ستؤدي التغيرات في الدول المذكورة أعلاه إلى الاستقرار المنشود؟” وبشأن الوضع في مالي كشف ضيف “الشعب” أن ما يحدث في هذا البلد ذو الموقع الاستراتيجي في منطقة الساحل، خطط له أيضا بتشجيع التقسيم العرقي، الإقليمي، وزادت من حدته المشاكل والتناقضات التي تنخر العلاقات بين الدول الإفريقية في حد ذاتها. وأضاف جراد أن الأطماع الجيوسياسية والاقتصادية للدول الغربية في منطقة الساحل بصفة خاصة وفي القارة السمراء دور قوي في اهتزاز الأمن والاستقرار بمالي.« وأجمع ضيفا »الشعب« على دور الجزائر وموقفها الثابت في معالجة الأزمات التي تعصف بدول العالم العربي ودول شمال إفريقيا والذي يقضي بعدم التدخل في الشؤون الداخلية الدول وبكون الحل السياسي والسلمي هو الأمثل والأنجع لكل المشاكل، بعيدا عن الخيار العسكري الذي سبق وأظهر عواقبه السلبية في أكثر من مناسبة.