صدر عن دار الوعي للنشر والتوزيع كتيب حمل بين طياته ديوان شعري بعنوان ''امرأة أنا'' للشاعرة صبحة بغورة، حيث عبرت في مجمل قصائدها عن المرأة ذات الشخصية القوية التي لا ترضى بالقيد مهما كانت صفته، ولكن في ظل الحفاظ على أنوثتها وطبيعة مشاعرها، كما أرادت صبحة أن يكون إضافة لتغذية الشعور الرومانسي، تنمية الحس الجمالي، والارتقاء بالوجدان الإنساني عندما تبوح المرأة بأسرار أنوثتها بكل عزة وكبرياء. جاء الكتيب في 82 صفحة، حاملة 21 قصيدة صادرة من نفس تأبى أن تكون من ذكريات السنين، وتنبع من قلب دافئ بمشاعر الحب والحنين، هذا ما يستنتجه من يجول بين الصفحات وفي بحر القصائد، هذه الأخيرة التي كانت مفعمة بأحاسيس أنثى لا تطيق القيود، ومحاولة رسم صورة في الخيال تحدد بها رؤية امرأة تريد أن تنتمي إلى عالم الغد، فجاءت كل قصيدة بنمط وموضوع منفرد في أبيات شعرية من نوع جديد لامرأة لم تولد من فراغ، بل نمت من جذور وأصول هي الحس الصادق والشعور النبيل تهديهما لكل واحد عرف قيمتها، وكان بعيدا عن حب الامتلاك و وكل من أراد حصرها في بوتقة محاطة بقيود تكسر حقيقة المرأة. فقد عبرت الشاعرة صبحة في قصيدتها''امرأة أنا'' والتي تصدرت قصائد ديوانها، عبرت فيها عن الإحساس المرهف والصادق للمرأة تجاه من يخلص معها ورضت بأسره لقلبها حيث قالت'' قيودك تكبلني..وقلبي المأسور في أغلال حبك المقهور''...، أما''قيود..من حرير'' فعبرت فيها الشاعرة عن رفضها القاطع لأي رباط ولو من حرير متحدثة عن الشعور الطيب للمرأة التي صنعت به وطنا عشقه كل الرجال، حسب قولها، لكن هذا لا يمنعها من الرجوع للوراء مع من يخذلها قائلة''سأعيد حساباتي.. وأغير قلم كتاباتي.. وتنضج السطور على صفحاتي.. فأنت صورة يجتازها الظلام..وعظامك تنخرها الأوهام..سأكون غدا عنك بعيدة''، فكل قصيدة من هذا الديوان تفننت الشاعرة في اختيار موضوعها، وأحسنت اللعب داخل قاموس المفردات التي زادت القصائد رونقا ومعنى، كما وفقت صبحة بغورة في وضع العناوين حيث ينساق القارئ إلى الخوض في عبارات القصيدة عندما يسرق نظره العنوان، فمن جملة عناوين قصائدها''مواسم الرجوع، على ضفاف الذكريات، لولاك ما عرفت الهوى، اعتذار الرجولة، كم جميل أن أراك طفلا، و ''.. ------------------------------------------------------------------------