برومانسية شعرية تبوح بغورة صبحة في ديوانها الأول ''امرأة أنا ''الصادر عن دار الوعي للنشر والتوزيع عن أسرار أنوثتها. بعزة وكبرياء وبلغة شفافة وأسلوب بسيط، تتجه بغورة إلى عوالم من الانفعالات الإنسانية وأجواء الرومانسية الرقيقة لتقدمها في باقة شعرية متنوعة من 22 قصيدة مفعمة بأحاسيس أنثى ترفض القيود ولو من حرير. لعل الكتابة عن شاعرة مرهفة بحجم بغورة صبحة، تعدُّ بحد ذاتها مجازفة، فهي من دون مراء كاتبة نسائية استشعرت مشكلات المرأة وجعلتها مادة ديوانها الشعري الأول الذي أرادته فاتحة خير لدواوين لاحقة عبرت من خلاله عن قضاياها بكل صدق وحيوية وحرية وجرأة؛ ومزجت ذلك بالكتابة عن عواطف الحب، حبّ، قل أن نجد شبيهاً له، يختبئ تحت ضلوعها دون أن يظهر، وهي تحاول من وراء ذلك أن تعرف نفسها للقارئ بعواطفها الحميمية الصادقة فكان ديوان ''أنا امرأة'' أول ديوان تعترف من خلاله علناً بهذا النمط من العواطف والكتابة الصريحة التي تتلخص في عناوين قصائدها من ''رسالة الحب''، ''لولاك ما عرفت الهوى''، ''اعتذار الرجولة''، ''مواسم الرجوع'' و''أجراس القلب'' وغيرها من العناوين الموحية. فعندما تقرأ العنوان الذي قدمت به بغورة مجموعتها الشعرية ''امرأة أنا''، يخيل إليك للوهلة الأولى أنك إزاء حالة نفسية وجدت فيها بغورة نفسها وقررت معها أن تتمرد. لكن عندما تتفرغ من قراءة القصائد، تشعر وأنك تبحر في جو رومانسي يحملك على ضفاف الذكريات والأشواق وفي غمرة نسائم الحب حين يحط ''ملاك الفجر''، حيث تقدم لك ''اعتراف'' أنه ''كم جميلا أن أراك طفلا''، مع كل أصيل وفي الطرقات التي تحفظ ملامحنا لأنها أولا وأخيرا ''عروس من سكر''. الصورة التي تفرض نفسها عليك وأنت تطالع هذه الكلمات الرومانسية، هي صورة الشوق وحالة تحرر روحي وأحلام تتحقق على الورق. ويبقى الشعر هو الحرية الضالة عند صبحة لإثبات أنوثتها وذاتها.