دعا وزير الشؤون الخارجية، رمطان لعمامرة، مساء أمس الأول، بمدينة الحمامات التونسية، إلى تحديد معالم المقاربة التي يمكن تبنّيها لتشجيع ومساعدة الأطراف الليبية على الانخراط في حوار جاد وشامل وصولا إلى تجاوز الأزمة السياسية والأمنية التي يشهدها هذا البلد. ولدى تدخله في أشغال اجتماع دول جوار ليبيا المنعقد بمدينة الحمامات التونسية، طالب ممثلو هذه البلدان بضبط مقاربة تسمح بإرساء حوار يجمع كل الأطراف الليبية لحقن دماء الليبيين، وتحقيق الأمن والوفاق الوطني، وتعزيز دعائم مؤسسات الدولة والحفاظ على سيادتها ووحدة ترابها بعيدا عن أي تدخل أجنبي. وفي ذات السياق، أكد رئيس الدبلوماسية الجزائرية، أن المرحلة الانتقالية الصعبة التي تجتازها ليبيا تقتضي مواصلة الجهد الجماعي في دعم مسارها الانتقالي نحو مزيد من الأمن والاستقرار. وبين أن واجب المسؤولية يفرض على دول جوار ليبيا، العمل بجهد حثيث، وكذا البحث عن أنجع السبل لمساعدة الشعب الليبي الشقيق على تجاوز هذا الظرف الصعب واتخاذ قرارات تعزز استقرار هذا البلد وتعزز مناعة الحدود مع دول الجوار. وفي معرض حديثه عن الأوضاع السياسية والأمنية المتردية التي تمر بها ليبيا، شدد لعمامرة على حتمية دعم ليبيا بما يمكنها من رفع التحديات التي تواجهها اقتصاديا وسياسيا وأمنيا. وذكر لعمامرة بالاجتماع الأول لدول جوار ليبيا، الذي بادرت به الجزائر، فأبرز أن هذا الاجتماع مكّن من تبادل الآراء ووجهات النظر حول التطورات الراهنة في ليبيا وتداعياتها وانعكاساتها الخطيرة على دول الجوار. وذكر أن الاجتماع الأول لدول جوار ليبيا، بحث الأطر والآليات الملائمة لتقديم الدعم والمساندة إلى ليبيا وفق آلية مشتركة لدول الجوار، بالتنسيق مع الجامعة العربية ومفوضية الاتحاد الإفريقي لبلورة رؤية مشتركة وخارطة طريق وفق إرادة الأشقاء الليبيين وأولوياتهم. وانطلقت، مساء يوم الأحد، أشغال اجتماع وزراء خارجية «دول جوار ليبيا» للتباحث حول «سبل مساندة ودعم» هذا البلد كي يتسنى له «تجاوز» الأزمة الأمنية والسياسية التي يمر بها. واستعرضت الوفود الوزارية التطورات الراهنة في ليبيا، كما تبادلت وجهات النظر حول دعم المبادرات الليبية الرامية إلى إرساء حوار وطني ليبي واستكمال تحقيق العدالة الانتقالية وتعزيز مؤسسات الدولة ومسار الانتقال الديمقراطي في كنف الأمن والاستقرار. ويهدف الاجتماع إلى مساعدة ليبيا على عقد مؤتمر وطني للحوار يجمع كل الأطراف الليبية، كما يرمي إلى مضاعفة التنسيق بين دول المنطقة لتأمين حدودها ضد الإرهاب والجريمة المنظمة وتهريب الأسلحة. وكانت الخارجية التونسية، قد أكدت أن دول جوار ليبيا «قلقة حيال الوضع في ليبيا وما يمكن أن يكون له من انعكاسات مباشرة على أمنها، حيث ستغتنم فرصة اجتماع مدينة الحمامات بغية تنسيق جهودها لضمان سلامة حدودها». ...يستقبل من طرف رئيس الحكومة التونسية استقبل رمطان لعمامرة، وزير الشؤون الخارجية، أمس، بتونس من طرف رئيس الحكومة التونسية، مهدي جمعة، وذلك على هامش أشغال اجتماع وزراء خارجية دول جوار ليبيا المنعقد بمدينة الحمامات التونسية. وحضر اللقاء وزير الخارجية التونسي، المنجي الحامدي، كما حضره سفير الجزائر بتونس، عبد القادر حجار. وفي تصريح صحفي عقب الاستقبال، أكد لعمامرة على عمق العلاقات بين البلدين «والشراكة المتميزة» التي تجمعهما وكثافة «التعاون المثمر بينهما».