وصف الدولي الجزائري السابق والمدرب الحالي لفريق شبيبة بجاية، جمال مناد، في حوار خص به قراء يومية "النهار"، النتائج التي يحققها المنتخب الوطني حاليا بالايجابية، كما يبدي صانع ألعاب "الخضر" خلال سنوات الثمانينات وبداية التسعينيات وصاحب حوالي عشر مواجهات أمام المنتخب المصري المنافس الوحيد في مجموعة الجزائر على ورقة التأهل لمونديال جنوب إفريقيا مقارنة بالمنتخب الحالي ومنتخب الثمانينيات وبداية التسعينيات مؤكدا أن العناصر المحترفة الحالية المتواجدة في التشكيلة الوطنية كان لها الفضل الكبير في صدارة الجزائر للمجموعة في حين أن اللاعبين المحليين في عهده هم من كانوا وراء النتائج الايجابية رغم وجود عناصر محترفة في التشكيلة الوطنية آنذاك، إلا أن قوة ومنطق اللاعبين المحليين فرض نفسه أمام المحترفين وهي أكبر نقطة اختلاف في المقارنة بين المنتخبين، كما يتطرق المدرب الحالي لشبيبة بجاية لدور الإعلام الجزائري الذي حقق انتصارا باهرا بوقوفه مع منتخب بلاده مقارنة بالسنوات الماضية إلى درجة اعتراف الناخب الوطني المصري حسن شحاتة الذي انتقد الاعلام المصري الذي أثر ولو بطريقة غير مباشرة على تراجع نتائج منتخب بلاده.. بداية، كيف يعيش الدولي الجزائري السابق جمال مناد الأيام التي تفصلنا عن المباراة الهامة التي ستجمع منتخبنا الوطني بنظيره الرواندي يوم 11 أكتوبر القادم بملعب البليدة ؟ أظن أن اللحظات التي أعيشها حاليا لا تختلف كثيرا عن تلك اللحظات التي يعيشها أي مواطن أو مناصر جزائري بطبيعة الحال، تفصلنا بضع أيام عن المقابلة القادمة ضد رواندا والتي تعتبر مصيرية كما قلت باعتبار نتيجتها ستحدد بنسبة كبيرة حظوظ الخضر في التأهل للمونديال. باعتبارك دولي سابق في صفوف المنتخب الوطني وتزامنا مع النتائج الايجابية التي حققها الخضر، نود أن ينحصر حوارنا على مقارنة طفيفة على نقاط التشابه والاختلاف بين منتخب الثمانينيات وبداية التسعينيات والمنتخب الحالي. تفضل. العديد من المتتبعين أصبحوا يقارنون تشكيلة اللاعبين الحاليين في المنتخب بالتشكيلة التي كانت متواجدة في عهدكم واستطاعت تحقيق نتائج ايجابية على الصعيدين العالمي والافريقي. ما رأيك ؟ أولا أنا أهنأ المدرب الوطني رابح سعدان على النتائج الحالية التي يحققها في المنتخب الوطني باعتباره يتصدر المجموعة الثالثة بفارق ثلاث نقاط على الملاحق المباشر، وتحقيقه الهدف الأول وهو التأهل لنهائيات كأس أمم افريقيا التي غبنا عنها خلال مناسبتين، كما أتمنى له النجاح في تحقيق حلم الملايين من الجزائريين وهو اقتطاع تأشيرة التأهل لمونديال جنوب إفريقيا للمرة الثالثة في تاريخ منتخب بلادنا، أما فيما يخص مقارنة تشبيه المتتبعين للتشكيلة التي كان يضمها منتخبنا الوطني سابقا والنتائج التي كانت تحققها بالتشكيلة الحالية أظن أنه يوجد بعض الأمور التي تتشابه فيه ويوجد بعض الاختلافات كذلك. ما هي أوجه الاختلاف في نظرك ؟ هي عديدة، ولكن أبرزها و بالدرجة الأولى أن غالبية لاعبي الثمانينيات كانوا من المحليين أما اللاعبين الحاليين الذين تضمهم تشكيلة المدرب رابح سعدان فغالبيتهم من اللاعبين المحترفين ولكن دعني اقول أن الاختلاف كان من حيث اللاعب المحلي والمحترف فقط، أما النقاط المشتركة فقد كانت في أشياء أخرى. ما هي ؟ أظن أنها النتائج الايجابية التي كنا نحققها. هل من توضيح أكثر ؟ طيب.. في سنوات الثمانينات الجميع كان يشهد للنتائج الايجابية التي كان يحققها المنتخب الوطني بدليل تأهله لطبعتي المونديال، كانت في الثمانينيات وتألقه في بداية التسعينات بتتويجه بكأس افريقيا التي احتضناها بالجزائر وهذا راجع للنتائج الايجابية التي كنا نحققها سواء داخل أو خارج الديار.. فالعقلية التي كانت سائدة عندنا كلاعبين هي "الفوز ثم الفوز داخل أو خارج الديار" مما سهل لنا مهمة التأهل لأكبر المنافسات الدولية سواء كأس العالم أو إفريقيا، ولهذا أظن أن الفوز الذي حققه المنتخب الحالي خارج الديار أمام المنتخب الزامبي أكبر مكسب للكرة الجزائرية بعد صيام طويل عن الفوز خارج الديار الشيء الذي أتاح له الفرصة بتصدر المجموعة. وماذا عن نقطة الاختلاف ؟ التشكيلة التي كانت موجودة سابقا غالبيتها من اللاعبين المحليين الذين استطاعوا تحقيق نتائج ايجابية بالنظر لقوة البطولة المحلية آنذاك ونوعية اللاعبين الذين كانت تنتجهم إلى درجة أن التنافس كان بين المحليين والمحترفين، وأقصد من كلامي هذا أن اللاعب المحترف كان يجد صعوبة في فرض مكانة أساسية له في التشكيلة باعتبار المحليين فرضوا منطقهم بتألقهم وبروزهم في المقابلات الرسمية وقد كان يصب هذا الواقع في مصلحة المنتخب الوطني رغم بعض التجاوزات التي كانت تحدث في التشكيلة مع اللاعبين المحليين. ماذا تقصد بهذه التجاوزات ؟ أقصد أن العديد من اللاعبين المحليين الذين تألقوا في تلك الفترة ذهبوا ضحية التمييز والتفرقة من قبل الطاقم الفني الذي كان يستبدلهم بلاعبين محترفين مستواهم ضئيل جدا مقارنة بالمحليين الآخرين، إلا أن أرضية الميدان كانت دائما تنصفنا. وهل تعتقد أن هذه الظاهرة موجودة في المنتخب الحالي اليوم، خاصة عقب إبعاد بعض العناصر المحلية واستبدالها بعناصر أخرى محترفة مؤخرا ؟ لا أبدا، الأمور تختلف تماما اليوم لأن الجميع يعلم أن مستوى البطولة المحلية يتجه من السيئ نحو الأسوأ وهي لا تنتج عناصر يمكن الاعتماد عليها أمام أكبر المنتخبات الإفريقية التي تضم لاعبين من الطراز العالي ويصنعون أفراح أكبر الأندية الأوربية، ولهذا أعتقد أنه لا يحق لأي لاعب محلي اليوم انتقاد خيارات سعدان خاصة إذا لم تتح له فرصة إثبات إمكانياته في مباراة رسمية ولهذا فهو مطالب باغتنام الفرص المتاحة وفي حالة تألقه فمن غير المعقول أن يتم الاستغناء عن خدماته في التشكيلة إلا إذا كان هناك طارئ ضروري، إصابة أو إقصاء أو أن الخطة لا تتلاءم مع المنصب الذي يلعب فيه وهذا القرار الأخير يكون بيد المدرب وهو مطالب باحترام خياراته. بدون إطالة عليك جمال، هل لك أن تعطينا قراءة حول المقابلتين القادمتين زامبيا مصر ومالجزائر - رواندا ؟ أرى أن حظوظنا في التأهل بين أيدينا وعلى اللاعبين تجنب الوقوع في خطأ التأثر بالنتيجة التي ستسفر عنها مباراة مصر مع زامبيا مهما كانت، إيجابية أم سلبية، بالإضافة إلى ضرورة احترام منتخب رواندا وعدم استصغاره. كلمة أخيرة. كمناصر للمنتخب الوطني، أتمنى أن تحسم تأشيرة التأهل للمونديال قبل التنقل لمصر وأوجه نداءً للأنصار، حذاري من الوقوع في استفزازات المنتخب الخصم ورمي المقذوفات داخل أرضية الميدان لأنه قادر على استعمالها كوسيلة للخروج بنتيجة ايجابية في حالة ما إذا لم يستطع تحقيقها ميدانيا