عبر العشرات من ناشطي الحزب الشيوعي الأردني والقوى اليسارية عن تقديرهم لموقف الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز بعد طرده للسفير الإسرائيلي من كراكاس عبر قذفهم لسفارة بلاده في العاصمة عمان بالورود، وتزيين مداخلها بباقات الزهور. ورفع الناشطون صورة كبيرة للرئيس هوغو شافيز وتشي جيفارا كتبوا في أعلاها الحلم العربي. وقال الكاتب والناشط اليساري د. هشام بستاني: إن هذه الوقفة تأتي لتحية حكومة فنزويلا والرئيس شافيز بعد قيامه بطرد السفير الإسرائيلي. وتابع: أن مبادرة شافيز لم يتمكن أن يقوم بها أي من الزعماء العرب الذين تذل السفارات الصهيونية عواصمهم (..) نأمل أن يكون موقف شافيز صفعة في وجه كل الزعماء العرب الذين يتفرجون بدم بارد. ويتواطؤون في قتل أهلنا في غزة. وحيا محمد عبد المهدي وهو ناشط كان يلبس قبعة تحمل علم فنزويلا حضر لتحية موقف كراكاس وشافيز، وقال: وهو يقذف السفارة بالورود هناك سفارات تقذف بالورود وأخرى بالأحذية. وتابع: نحن الآن أمام سفارة ليست عربية. وتبعد دولتها عنا آلاف الأميال، ولكن هناك موقف فنزويلي مشرف يساند أهل غزة وأطفالها الذين يموتون بينما هناك معبر عربي يغلق. وكان الأمين العام لجبهة العمل الإسلامي زكي بني أرشيد وجه رسالة شكر للرئيس الفنزويلي، اعتبر فيها أن موقف بلاده شكل صفعة لكثير من الحكومات التي لا تزال مكتوفة الأيدي إزاء المشهد المروع الذي تتطاير فيه أشلاء الأطفال. كما أضاء بقعة بيضاء في محيط أسود من التواطؤ على شعب مسالم تكالبت عليه قوى التغطرس وذيولها. وكانت المفارقة أن سفارة فنزويلا كانت تحتضن العشرات من باقات الورود التي وضعها سياسيون ومواطنون، وعلى بعد أمتار منها كانت الإجراءات الأمنية مشددة جدا على السفارة البريطانية في عمان. وقارن البستاني بين المشهدين بالقول عندما تكون الشعوب والبلدان من نبض الناس فإنهم يحتضنونها، وعندما تكون البلدان ذات ماض استعماري وحاضر إمبريالي وقمعي، فإن الناس يتناولوها بالأحذية وتختبئ خلف الأسوار وجيوش من رجال الأمن. وعبر القائم بالأعمال الفنزويلي في عمان عن تقديره لوقفة الأردنيين أمام سفارة بلاده، وقال في كلمات مقتضبة للمعتصمين: هذا أقل الواجب تجاه ما يحدث في غزة. وكان العشرات من الناشطين السياسيين نفذوا ظهر الخميس اعتصاما أمام السفارة الفرنسية في عمان استنكارا لتصريحات الرئيس نيكولا ساركوزي الذي حمل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مسؤولية ما يجري في قطاع غزة. وقالت سها عقرباوي التي شاركت في الاعتصام: إن الرسالة التي يريد المعتصمون إيصالها واضحة تجاه هذا الموقف السلبي من ساركوزي تجاه أطفال غزة وما يرتكب في حقهم، ورسالتنا هي إما أن يقف بالحياد ولا يتدخل وإما لا يشارك بهذه الجريمة. وكان نحو ثلاثة آلاف طفل أردني وعائلاتهم نددوا في مسيرة تضامنا مع أطفال قطاع غزة، بالقتل الذي يتعرضون له على يد الإسرائيليين. ورفع الأطفال في المسيرة، التي دعت اليها إذاعة (حياة إف أم) وتوجهت نحو مقر منظمة اليونيسيف في عمان، يافطات تساءلت عن سبب قتل أطفال غزة، كما رفعوا دمى قاموا بتلوينها باللون الأحمر تعبيرا عن الدم الذي يغرق فيه أطفال غزة. وبلغة بريئة قالت الطفلة لمى السعودي التي لا تتجاوز الثمانية أعوام للجزيرة نت إنها حضرت للتضامن مع أطفال غزة، وقالت ''ليش ما يتحرك العرب؟ ليش إحنا ما ننقذهم''. ورفع الأطفال رسومات أعدوها بأنفسهم كرسالة تضامن من أطفال الأردن لأطفال قطاع غزة. كما سلموا، بمرافقة شخصية (نعنوع) المحببة لهم في المملكة، المسؤولين باليونيسيف، رسالة احتجاج على ما يتعرض له أطفال غزة. وكانت نقابات الأطباء وأطباء الأسنان والصيادلة والممرضين نفذت مسيرة عصر اليوم لمقر منظمة الصحة العالمية، احتجاجا على ما تتعرض له الطواقم الطبية في قطاع غزة من اعتداءات. كما نفذت عائلات مسلمة ومسيحية وقفة تضامن عبر إضاءة الشموع بمنطقة اللويبدة في العاصمة، وندد المعتصمون بالصمت على ما يجري في غزة.