يشكّل المسلمون في السنغال 90 بالمائة من مجموع عدد السكان الذي يناهز 14 مليون نسمة، ويقدمون نماذج مثالية عن سماحة الدين الإسلامي الحنيف، لا تطرف لا غلو ولا أعمال إجرامية تحت راية دينية، ما جعل هذا البلد ينعم بالسكينة رغم الشريط الحدودي الملتهب. احتضن السنغاليون الإسلام كدين سلام وسلم، نظم شؤون الحياة وأعطى المثل الأعلى في التعايش مع المجتمعات وباقي الديانات السماوية الأخرى، وتقود نخبة من المثقفين في هذا البلد نقاشا مثمرا، في الجامعات ووسائل الإعلام لمحاربة الشوائب والأفكار الخاطئة التي من شأنها تخدير عقول الشباب كي ينتهي بهم المطاف في صفوف جماعات تسفك دماء الأبرياء. ولم يترك هؤلاء المثقفون على غرار الدكتور بكري صامب، مجالا يرتبط بأسباب الجنوح إلى العنف وارتماء المجتمعات في أحضان العنف الطائفي إلا خصوه بعناية فائقة من الدراسة والبحث، ليخلصوا إلى ضرورة خلق السلام بين الأقليات الأثنية والنظر إليها من زاوية التنوع الثقافي والثراء البشري الذي يخدم المصلحة العليا للجميع. لقد فهم هؤلاء أن تقبل الآخر وإعلاء القيم الإنسانية، هي أفضل السبل نحو سكينة مجتمعية، وذهبوا أبعد حينما دافعوا عن صورة الإسلام والمسلمين في كل أنحاء العالم، رافضين إلصاق تهمة الإرهاب بديانة أو مذهب أو أمة. لم يكن السنغاليون ليفتخروا بحالة الاستقرار السياسي، باعتباره البلد الإفريقي الذي لم يعرف انقلابا عسكريا في تاريخه، لولا الانسجام وروح التضامن السائدة بين كافة مكونات المجتمع. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.