صدر العدد الجديد لمجلة «الجيش»، شهر جانفي، في أبهى حلة زادتها جاذبية وإغراء المواضيع المتعددة. وهي مواضيع تثبت بالملموس أن المجلة الشهرية تواكب الأحداث وترصد التطورات وتقدم رؤية استشرافية لمسائل آتية في محيط جيواستراتيجي متغير يفرض تدقيق الحسابات والتحليل. توقفت المجلة عند خطاب رئيس الجمهورية في آخر اجتماع مجلس الوزراء خلال العام المنقضي، المشدد على مواجهة الظرف الصعب المميز بتراجع أسعار البترول بإصلاحات اقتصادية تسمح للآلة الإنتاجية بالتحرك والسير نحو خلق الثروة والقيمة المضافة والشغل. وفي جانب الصناعة العسكرية، عادت المجلة إلى معمل لصناعة السيارات رباعية الدفع الذي دشنه الفريق قايد صالح، المعول عليه إنتاج سنويا 120 عربة مدرعة «فوكس 3»، 200 عربة مدرعة «نمر الجزائر» 2000 سيارة خفيفة لكل الميادين، 16500 سيارة صناعية و6 آلاف سيارة نفعية. وجاءت هذه التشكيلات نتاج شراكة ثلاثية: جزائرية، إماراتية وألمانية. ولم تترك «الجيش» الغوص في عمق استراتيجية مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة التي اعتمدتها الجزائر ونفذتها باحترافية وجاهزية قوات الجيش في مختلف الأصناف والتشكيلات. وذكرت المجلة بالمقاربة الأمنية الجزائرية التي تشدد على تجريم دفع الفدية لتجفيف منابع عصابات الجريمة من خلال توسيع مجال التنسيق والتعاون الدولي بعيدا عن عقلية «تخطي راسي». ودعم هذا الطرح من خلال استطلاع ميداني ليوميات أفراد الجيش الوطني الشعبي على الحدود الجنوبية، وهو استطلاع يقدم أدق التفاصيل لعمليات ميدانية تقوم بها مختلف المفارز ضد شبكات التهريب والهجرة غير الشرعية والاتجار بالمخدرات والأسلحة. وأعطت المجلة صورة دقيقة عن جهود قوات الجيش وانتشارها غير المسبوق في مختلف الأماكن الحساسة بأقصى الجنوب من أجل التصدي لعصابات الإجرام والإرهاب التي شجع نموها وتكاثرها الاهتزازات بدول الجوار وهشاشة الوضع الأمني بالساحل. لكن مهما كبرت هذه العصابات وتقوّت، فإن احترافية عناصر الجيش وجاهزيتهم ويقظتهم بالمرصاد لكل من يحاول المساس بالسيادة الوطنية والاستقرار الذي يبقى خطا أحمر. وحادثة تيقنتورين المثال الحي والشاهد الأمين. مواضيع أخرى تناولتها «الجيش» في تفتحها على التاريخ الوطني، مجيبة على السؤال الكبير: كيف كان الإمداد خلال الثورة التحريرية ومن قام به وأي منهجية اعتمدت في تزويد قوات جيش التحرير بكل ما يحتاجونه في معركة الحرية والسيادة؟ وأظهرت المجلة في كشف النقاب عن هذه المواضيع وفتح الملفات، أنها أداة اتصال وتواصل وتحمل رسالة نوفمبر الخالدة وما تنشده من أجل الحفاظ على مكتسبات الاستقلال والبناء الوطني تطبيقا لمقولة ديدوش مراد الخالدة: «إذا استشهدنا دافعوا عن ذاكرتنا».