الجزائر ثالث بلد عالمي من حيث وفرة الطاقة الشمسية احتضنت، أمس، قاعة المؤتمرات بمعهد الطاقات المتجددة يوما علميا يتناول موضوع الضخ الكهروضوئي تحت إشراف باحثين مختصين من كل مناطق الوطن. ويهدف هذا اليوم، بحسب رئيس وحدة البحث التطبيقي، البروفيسور جعفر جلول، إلى توعية وتحسيس الفلاحين والمزارعين حول أهمية استخدام الطاقة الشمسية الكهروضوئية في نظام الضخ والري وتأثيره البيئي والاقتصادي، كما يعد فرصة للتواصل بين الخبراء في هذا المجال من جهة، والقطاعين الاقتصادي والاجتماعي وصناع القرار في ولاية غرداية في مجال الري والفلاحة من جهة أخرى. وبحسب رأي المشرفين على تنظيم هذا الملتقى، فإنه مع حلول الألفية الجديدة، تستيقظ البشرية على واقع تحديات عظمى مع تلوث للبيئة وارتفاع كمية الغازات التي تسبب الاحتباس الحراري وارتفاع حرارة الأرض وما له من تداعيات على المحيط والمناخ، لذلك يرى المختصون بمعهد الطاقات المتجددة، وحدة غرداية، أن الجزائر أدركت، كغيرها من الدول، أهمية الطاقات البديلة بكل أنواعها، سواء كانت طاقة شمسية أو طاقة الرياح أو طاقة الكتلة الحيوية أو حتى الطاقة الجيو حرارية للاستجابة للاحتياجات الذاتية المتزايدة للطاقة وخلق تحصيل إضافي للتصدير وإيجاد فرص عمل جديدة. كما كشف المدير العام لمركز تنمية الطاقات المتجددة، البروفيسور نورالدين ياسع، أن الجزائر تعد من بين الدول الثلاث في العالم من حيث توفرها على الطاقة المختلفة كالشمس والرياح، مشيرا أن المركز قام بدراسات عرضها على الحكومة، مؤكدا وجود برنامجين تم المصادقة عليهما في برنامج عمل الحكومة، منه برنامج تحيين الطاقات المتجددة، بسعة 22000 ميقاواط ضعف الصيغة التي كانت تستعمل سنة 2011، كما أن هناك برنامج مشروع وزارة الفلاحة والتنمية الريفية لاستحداث مليون هكتار مسقية. ودعا الباحثون إلى اتباع تقنيات السقي بواسطة الطاقة الشمسية التي لا تكلف الدولة ميزانية، كما أنها الوسيلة الأنجع للمستثمرات المبعثرة التي لا يمكن لمؤسسة سونلغاز تغطيتها، خاصة مناطق الجنوب والهضاب العليا التي لها قوة كبيرة، كما تؤدي هذه الطاقة للخروج من تبعية المحروقات وضمان الأمن الغذائي. وأكد البروفيسور ياسع، أن الباحثين قاموا بتجارب في الميدان وأكدوا نجاح التجربة في عدة ميادين، خاصة المناطق المعزولة، بمن فيهم البدو الرحل والموالون، مبديا استعداد المختصين بالمركز لتكوين الشباب في قطاع التكوين المهني والفلاحين حول عمليات التركيب، بل لأبعد من ذلك حتى القطاعات الأخرى. وقال رئيس الفلاحين بغرداية الحاج أولاد العربي، أن الاتحاد طالب الخبراء بالنزول للميدان لأن المئات من الفلاحين يعانون من انعدام الكهرباء، حيث ستجف المئات من المستثمرات إذا لم يتم إنقاذها، كما دعا الفلاحون لإنشاء مزارع نموذجية كبيرة لتعليم الفلاحين التقنية المتطورة، خاصة ما تعلق بعصرنة السقي بما يعرف بالطاقة الشمسية أو الكهروضوئية. ودعا الفلاحون بغرداية الشباب لتعلم مجال الفلاحة واقتحام القطاع، علما أن غرداية تتوافر على إمكانات وموارد لمختلف المنتوجات باحتلالها عدة مراتب وطنية في هذا المجال. في مقابل ذلك، أكد مدير المصالح الفلاحية لولاية غرداية علي بن جودي، أن الفلاحين يعانون مشاكل تتعلق بالكهرباء، غير أن استراتيجية استخدام الطاقة الشمسية ستحل المشكل، مقرا أن قطاع الفلاحة يجهل طريقة ما تقوم به وحدات البحث العلمي من خلال الصفائح الشمسية، حيث أكد المدير أن مصالح الفلاحة لم تجرب بعد هذه التقنيات. كما كشف في ذات السياق عن وجود 1.4 مليون هكتار صالحة للزراعة لم تستثمر منها سوى 40 ألف هكتار، مؤكدا وجود 863 كلم من المحاصيل بدون كهرباء، مرجعا السبب للضغط الكبير الذي تشهده مصالح سونلغاز والتأخر في مشاريع التوصيل، معربا عن سعي المصالح لإتمام المشاريع قبل 2016، كما أقر ذات المتحدث أنه لا بديل عن الطاقة الشمسية. 120 ألف هكتار من الأراضي الفلاحية ستوزع على أكثر من 500 مستثمر من جهة أخرى، أقر والي غرداية، عبد الحكيم شاطر، خلال افتتاحه أشغال الملتقى، أنه أمضى مؤخرا على أزيد من 120 ألف هكتار من الأراضي الفلاحية ستوزع على أكثر من 500 مستثمر، مشددا على ضرورة تجسيد برنامج الطاقة الشمسية على أرض الواقع، لا أن تبقى مجرد دراسات، وهو ما تطرق إليه رئيس بلدية زلفانة شنيني، الذي أكد أن الفلاحين لم يروا تقنيات الطاقة الشمسية منذ 15 سنة من الوعود.