في أجواء تصعيدية غير مسبوقة خاصة مع دعوات الفصائل الفلسطينية إلى “جمعة غضب “، وفي ظل تحذيرات من اتساع نطاق المواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي، عقد مجلس الأمن الدولي أمس جلسة طارئة لبحث الوضع المتفجر في الأراضي الفلسطينية بناء على طلب تقدم به الأردن، وهو أحد الأعضاء غيرالدائمين في مجلس الأمن، وقد تقررت الدعوة إلى الجلسة الطارئة إثر اجتماع عقده الخميس السفراء العرب لدى الأممالمتحدة، وكلفوا عقبه السفير الأردني بالاتصال بالرئاسة الإسبانية للمجلس. وحث سفير فلسطين لدى الأممالمتحدة رياض منصور مجلس الأمن على تحمّل مسؤوليته إزاء التصعيد الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، ووصف الوضع في الأراضي الفلسطينية بالمتفجر. وقال منصور إنه يجب القيام بكل ما يمكن لوقف إراقة الدماء، على أن يتم بعد ذلك بحث الطريقة التي تحمي المدنيين في الأراضي الفلسطينية. ووقعت صدامات دامية الأسبوعين الماضيين في القدسوالضفة الغربية المحتلتين، وسلسلة من العمليات الفلسطينية ضد المستوطنين وجنود الاحتلال ردا على الاعتداءات التي استهدفت المسجد الأقصى. واستشهد خلال هذه الفترة أكثر من 34 فلسطينيا، في حين قتل سبعة إسرائيليين وأصيب آخرون داخل الأراضي المحتلة عامي 1967 و1948، وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد طالب بحماية للشعب الفلسطيني، تشمل نشر قوات دولية في القدسالمحتلة، وحذر من حرب دينية قد تشعلها الاعتداءات الإسرائيلية. وعقدت جلسة مجلس الأمن الطارئة لبحث التطورات في القدس والضفة وسط دعوات أميركية وأممية للتهدئة، وقالت واشنطن إن وزير الخارجية الأميركي جون كيري سيزور المنطقة قريبا لهذا الغرض. في المقابل، هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الأول الرئيس الفلسطيني، واتهمه بالتحريض عندما اتهم الجيش الإسرائيلي بإعدام شبان فلسطينيين. وقال نتانياهو “حان الوقت ليكف الرئيس (الفلسطيني محمود) عباس ليس فقط عن تبرير العنف، بل عن الدعوة إليه”. وأدلى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بتصريحات مماثلة، وقال في مقابلة مع إذاعة “أن بي آر نيوز” أديعت أمس وتم بث مقتطفات منها أن “عباس التزم منع العنف وعليه أن يندد (بالعنف) بقوة وبوضوح”. وتابع كيري “يجب ألا يقوم بتحريض على مثل هذه الأعمال سمع منه من قبل، يجب أن يتوقف كل هذا”. قائمة الشهداء تتوسّع استشهد فلسطيني أمس متأثرا بجراحه جراء إصابته برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي قبل أسبوع على أطراف شمال قطاع غزة، كما استشهد شاب آخر متأثرا بجروحه بعد تعرضه أمس لإطلاق عدد من الأعيرة النارية من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي في منطقة رأس الجورة شمال مدينة الخليل بالضفة الغربية. ونقلت مصادر إعلامية عن شهود عيان أن عساكر الاحتلال أصابوا شابا فلسطينيا بعدد من الأعيرة النارية، ومنعوا طواقم الإسعاف من الوصول إليه، وتركوه على الأرض ينزف حتى ارتقى شهيدا. وعلى صعيد متصل أصيب عدد من الشبان بالاختناق فى مواجهات عند المدخل الشم إلى لمدينة بيت لحم. وأوضحت مصادر أمنية أن محيط مسجد بلال بن رباح شمال بيت لحم شهد مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال الاسرائيلى التي أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع وقنبال الصوت مما أدى إلى إصابة عدد من الشبان بالاختناق. كما سجلت عملية طعن جديدة في الخليل بالضفة ضد عسكري اسرائيلي، وهذا رغم الإجراءات الأمنية المشددة.
تعزيزات أمنية وبالموازاة مع أجواء التوتر، انتشر جنود الجيش الإسرائيلي بكثافة في القدس وكذلك عناصر الشرطة وحرس الحدود حاملين بنادقهم على أكتافهم ويراقبون الساحات العامة والتقاطعات ومحاور الطرقات الكبرى ويجولون في أماكن لم يكن من المعتاد مشاهدتهم فيها. ومن المفترض أن يتم نشر 300 جندي إضافي غدا الأحد في القدس لتعزيز الشرطة، بحسب ما أعلن الجيش. وتعود آخر عملية انتشار كبيرة للجيش داخل مدن إسرائيلية إلى 2002 خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية ورافقته عملية عسكرية واسعة النطاق في الضفة الغربيةالمحتلة، بحسب مصدر قريب من أجهزة الأمن. ويفترض أن يساهم انتشار الجيش في وضع حد لأعمال العنف التي تنذر باندلاع انتفاضة وإلى طمأنة السكان الذين يعيشون في حالة استنفار متواصلة. وتتوالى صفارات الإنذار وأحيانا كثيرة دون مبرر. الإسرائيليون يقبلون على شراء الأسلحة وبسبب القلق المتزايد يقبل الإسرائيليون على شراء الأسلحة بشكل كثيف، وأظهرت صور نشرتها صحيفة يديعوت أحرونوت الواسعة الانتشار امرأة يهودية داخل حافلة تحمل مرقاقا للعجين وصور لآخرين يحملون عصي فؤوس أو مكانس. ويزيد التوتر من الدعوات إلى الكراهية على الشبكات الاجتماعية وقال شاهر (51 عاما) وهو عامل تنظيف فلسطيني بالقرب من أحد مواقف الحافلات “الجميع يشتبه بنا والتمييز ضدنا في تزايد”.
دعوات إلى ضبط النفس أعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أمس، عن قلقها “البالغ” إزاء تدهور الوضع في الأراضى الفلسطينيةالمحتلة. وحذرت اللجنة، في بيان لها من أن “الهجمات ضد المدنيين وتزايد عدد الضحايا في مظاهرات الفلسطينيين وغيرها من المناسبات تغذى مناخا من الخوف والانتقام”مطالبة جميع الأطراف ب«ضبط النفس وتحمل المسؤولية حتى لايتزايد تفاقم الوضع”. عباس يدين إضرام النار في قبر يوسف أدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس، إضرام النار في قبر يوسف في مدينة نابلس شمال الضفة الغربيةالمحتلة الذي وصفه ب«العمل المدان والمرفوض”. وأوردت وكالة وفا الرسمية للأنباء أن عباس أمر “بتشكيل لجنة تحقيق فورية في ما جرى في قبر يوسف” فجر الجمعة عندما قامت “مجموعة بتصرفات غير مسؤولة والبدء في إصلاح الأضرار”. وأضرمت النار فجر الجمعة ب “قبر يوسف” المقام المقدس لدى اليهود المتاخم لمخيم بلاطة شرق نابلس في منطقة خاضعة للسلطة الفلسطينية. ويشكل “مقام يوسف” كما يسميه الفلسطينيون بؤرة توتر بين الفلسطينيين والإسرائيليين منذ الاحتلال الإسرائيلي لنابلس في 1967. ويؤكد الفلسطينيون أن الموقع وهو أثر إسلامي مسجل لدى دائرة الأوقاف الإسلامية وكان مسجدا قبل الاحتلال الإسرائيلي، يضم قبر شيخ صالح من بلدة بلاطة البلد ويدعى يوسف دويكات. لكن اليهود يعتبرونه مقاما مقدسا ويقولون إن عظام النبي يوسف بن يعقوب أحضرت من مصر ودفنت في هذا المكان. ويرى الفلسطينيون في ذلك تزييفا للحقائق هدفه سيطرة إسرائيل على المنطقة بذرائع دينية. ويزور المستوطنون الموقع بحماية من الجيش الإسرائيلي وبتنسيق مع السلطة الفلسطينية.