قال الأستاذ حسان حلوان، باحث مختص في اللسانيات الاجتماعية، إن المناسبات الأمازيغية تتعدى نطاقا جغرافيا معينا ومحددا، مبيّنا أنّنا كمجتمع ننتمي إلى مجتمع متوسطي أكبر، وليس مستبعدا أن يكون هناك تبادل وقواسم مشتركة عديدة بين العادات والطقوس في اليونان ويوغسلافيا والشرق الأوسط وكل الدول التي كانت تحت سيطرة إمبراطورية روما. وأكّد الباحث الجزائري حسان حلوان، في حديث ل «الشعب» على البعد التاريخي والاجتماعي لهذا الحدث الشعبي ومدى أهمية، أن يحتفل به من باب «المعرفة والعلم»، قبل أن يكون فولكلورا وأدبا شعبيا سطحيا، موضحا أن الرزنامة الفلاحية التي وضعها الأوائل، منذ قديم الزمان، ولاتزال إلى يومنا، سارية المفعول، تعكس «قوة المعرفة والدراية بالخصائص المناخية لكل أسبوع في السنة، لارتباط هذه الخصائص ببرنامج أعمالهم وبضبط توقيت المواسم الزراعية المختلفة. وقد تراكمت خبرات هذا المجتمع الزراعي الفلاحي على مرّ العصور، فتشكل لديه وعي وإدراك بيئي في التعامل البنّاء مع محيطه، إلى درجة أنها أنتجت ثقافة بيئية عبّر عنها بالأمثال وخزنتها الذاكرة المجتمعية الشعبية». كما أشار إلى حقائق تاريخية هامة، أكّد على أهمية استخدامها فى الأبحاث وإثراء الفكر الأمازيغي. ومن أهم هذه الحقائق، أن الجزائر أنجبت أول روائي عالمي في التاريخ عرف باسم لوشيوس أبوليوس أو لوسيوس أبوليوس أو لوكيوس أبوليوس وبالأمازيغية أفولاي: وهو كاتب لاتيني وخطيب أمازيغي نوميدي وفيلسوف وعالم طبيعي وكاتب أخلاقي وروائي ومسرحي وملحمي وشاعر غنائي، ولد في حوالي عام 125م، في مدينة مادور، والتي يطلق عليها اليوم مداوروش بولاية سوق أهراس. ولفت في الختام إلى قبور متواجدة بقرية أثرهونة بجهة أزفون بتيزي وزو، أقدم من الأهرام المصرية، حيث يعود تاريخها، بحسب تقديره، إلى 6000 سنة و10 آلاف سنة قبل الميلاد، وهو ما يعكس، بحسبه، الأبعاد التاريخية الأمازيغية، كثاني قوة عالمية بعد الروم.