ألقى البروفيسور "بول ماتيي" من جامعة "لوميار- ليون ثلاثة" الفرنسية نهاية الأسبوع الفارط محاضرة بالمكتبة الوطنية تحدث فيها عن أبي الرواية العالمية "أبوليوس" وروايته "الحمار الذهبي"• وأشار البروفيسور "بول ماتيي" في اللقاء الأدبي الذي نشطه تحت عنوان "ابوليوس المدروسي" الذي ينحدر من جنوب مدينة سوق أهراس الأفريقية، ق2"، إلى أن "أبوليوس" لعب دورا هاما في حضارة البحر الأبيض المتوسط على غرار القديس "اوغستين"، وكيف أنه لعب دورا أساسيا في ظهور ما يعرف اليوم بالرواية في العهد الروماني وفترة الاستعمار الروماني لشمال أفريقيا، وقال إن هذا الأخير أدرك بشكل كبير الثراء الذي كانت عليه هذه المنطقة في مختلف جوانب الحياة الثقافية خاصة التنوع الذي كانت تعرفه في مجال اللغات وكذا التراث من جانب العادات التقاليد وكذلك الاقتصادية، حيث تعرف منطقة شمال أفريقيا بغنائها بالثروات الطبيعية وأعجب كثيرا بحضارة البحر المتوسط• وتعد رواية" الحمار الذهبي" "للوكيوس أبوليوس" أو "أفولاي" أول نص روائي في تاريخ البشرية، بالرغم من أن هذه الرواية وصلتنا ناقصة، ويعتبر هذا العمل الأدبي الإبداعي أيضا أول نص روائي في الأدب العالمي• وبذلك فقد نفى هذا الأخير ما يتردده في الوسط الأدبي بخصوص أن رواية "دونكيشوت 1604" للكاتب الإسباني "سرفانتيس" الإسباني هي أول نص روائي عالمي، أو مع الذين أثبتوا أن بداية الرواية قد انطلقت مع الرواية التاريخية الإنجليزية مع كل من الكاتب "والترسكوت"، "ودانيال ديفو"، و"وفيلدينغ"• كما تطرق البروفيسور إلى مولد "أبوليوس" الأمازيغي في أوائل القرن الثاني حوالي 125 م وزمن وفاته الذي حدد بحوالي 170م إبان الامتداد المسيحي في القارة الأفريقية، وعلى عكس ما نفاه عنه الأدباء الباحثين الغرب نجد أن ابوليوس كان يعترف بثقافته الإفريقية وهويته الأمازيغية وأكبر دليل على ذلك المقولة التي كان يرددها وهي"لم يتملكني في يوم من الأيام أي نوع من الشعور بالخجل من هويتي ومن وطني"، بيد أن ثمة باحثين أدرجوه ضمن الأدباء اللاتينيين، ونزعوا عنه الهوية الأمازيغية•