الشخص الطبيعي إذا غضب يكون غضبه مجرد تعبير عن عدم رضاه على الخطأ ويكون غضبه من أجل الحق أو دفاعا عن المظلومين، ولكن في حالة الغضب لا يفقد أعصابه ولايخطئ بلسانه، وهذا النوع من الغضب لا لوم عليه. لا يسمح هذا الحيز بالحديث عن الجوانب السلبية للغضب ولكن من المفيذ تقديم الحقائق التالية: 1) في حالة الغضب لا يحتمل الشخص غيره وتزول من قلبه مشاعر الرحمة، فالشخص الغاضب لا يصفح عن غيره ويقع في الكثير من خطايا اللسان، فهو تلقائيا يهين من يرى أنه أساء إليه ويحرم نفس من صفاء القلب، وقد يتلفظ بكلمات جارحة ويشتم غيره ويتصرف بأسلوب غير لائق ويفقد إحترام الآخرين. 2) يقع الشخص الغاضب في حالة عدم ضبط النفس وعدم السيطرة على الأعصاب وعلى اللسان، وقد يتطور الغاضب بمشاعره الخاطئة فيتحول الغضب إلى البغض ويتحول البغض الى خصومة، لأن ما يخطئ به الشخص في غضبه ربما لا يستطيع أن يعالج نتائجه، فما تلفظ به من شتائم وتهديدات واهانات وجرح المشاعر أو اتهامات باطلة لأن هذه التصرفات قد تترك في نفسية الطرف الآخر تأثيرات عميقة، وقد يتحول الأمر إلى كراهية بينهما، ولو توقف الشخص الغاضب عن تصرفاته فقد تظل نتائج الغضب باقية. 3) يفقد الشخص الغاضب الكثير من علاقاته لأنه في غضبه يفقد سلامه الداخلي وهو سلام القلب وسلام الفكر وسلام الأعصاب، والمؤكد أن غالبية قضايا الطلاق والمشاكل الزوجية سببها الغضب والإنسان في حالة الغضب يفقد حسن التعامل مع الآخرين، وعموما فإن فترة غضبه تكون فترة نكد وكآبة له ولغيره من المحيطين به. 4) يتسبب الغضب في أمراض كثيرة منها ارتفاع ضغط الدم وأمراض الأعصاب ومرض السكر وبعض أمراض القلب والمعدة ،والبعض قد يرتعش أثناء غضبه وقد يرتجف صوته وتضطرب الفاظه. 5) إن فضيلة التسامح قد تبدو مضيئة وذات قدر كبير، والتسامح البعيد عن الرغبة في اثبات الذات، كما أنه دليل على الرحمة فيمتزج بفضيلة العفو عن المسيء ويدل على سعة الصدر وطهارة القلب وسموه.