أكّدت الفنانة صليحة خليفي بأن الفن هو الحوار البناء الذي ينتج عنه السلم والتفاهم وبناء الوطن، قائلة بأن الحضارات المختلفة هي من تترك الشعوب متعطشة وتجعلهم يتبادلون الثقافات عن طريق الفن، ودعت إلى الاهتمام بمختلف الفنون التي تخلّد تاريخنا وحضارتنا على اعتبار أننا بلد يزخر بتراث عريق. أشارت الفنانة التشكيلية صليحة خليفي في حديث ل»الشعب» أن كل عصر يتميّز ببروز فنانين عبر العالم، حيث يعمل كل واحد منهم على خدمة وطنه بأعماله التي تتماشى مع عصره، ويسعى إلى إبراز تاريخه وتنمية الثقافة بتجسيد حضارة وثقافة وطنه، التي يتميز بها عن باقي الأوطان الأخرى. صليحة خليفي قالت، بأن الفن التشكيلي يساهم في الحفاظ على التراث، مشيرة إلى أنه بفضل السكان الأوائل لشمال إفريقيا، والذين تركوا رسومات على شكل حفريات في المغارات والكهوف، لدينا اليوم تاريخ قديم يتمثل في الحضارة النوميدية، وأضافت بأن الرموز البدائية الموجودة في تونس، والمغرب ومالي والنيجر.. أراد من خلالها السكان الأوائل تخليدها وترك بصماتهم عبر التاريخ، مبرزة في سياق حديثها بأن الحضارات يجب أن تظل مترابطة ببعضها البعض، على اعتبار أن الفن هو من ينمي التاريخ ويترك الشعوب تتميز عن غيرها. وقالت خليفي، إن الفنان الحقيقي من يبدع، وليس من يكرّر ويعيد ما قام به الآخرون في أي مجال كان، وتحدثت عن الخط العربي الجديد الذي أبدعت فيه وأطلقت عليه اسم الخط «اللهيبي» كون حروفه تنتهي بألسنة النار، مشيرة إلى أنها تقصد بها النار المعنوية التي يعاني منها إنسان العصر جراء الحروب، أو الخلافات بين أفراد الشعب الواحد، أمراض العصر، الفقر والكوارث الطبيعية.. وأضافت أن كل ما تعاني منه المجتمعات شكلته في لوحاتها، والتي أرفقتها بألغاز من تأليفها، حيث يقوم الزائر بفك اللغز ومن خلاله يستشف معنى الرسم، قائلة بأنها قدمت 1200 لوحة بالخط العربي «اللهيبي»، والذي كتبت به القيم الإنسانية العالمية، معتبرة ذلك ركائز لبناء كل القيم الاجتماعية والإنسانية، والتي أوصانا بها الله تعالى، موضحة أنه بدون القيم لا يمكن للإنسانية أن تستقر. وأكدت أن حبها للفن التشكيلي جعلها تترك التعليم وتكتشف هذا الخط العربي اللهيبي، كما أن احتكاكها بالطلبة والتلاميذ جعلها تميل إلى هذا الفن البيداغوجي والتربوي، وتحافظ على عروبتها. وفي سياق حديثها، دعت صليحة خليفي إلى ضرورة الاهتمام بالفنون التشكيلية والإكثار من المتاحف عبر مختلف ولايات الوطن، بهدف دفع الفنانين لإثراء أعمالهم الفنية وتركها في المتاحف لتظل خالدة، قائلة بأن الفنان يموت غير أن أعماله تبقى حية لتنتهل منها الأجيال القادمة التي تسعى لمواصلة درب من سبقوها، وتعمل على تقديم إضافات ومواكبة الفنون المعاصرة.. وترى الفنانة صليحة خليفي أنه حان الأوان لوزارة الثقافة أن تقوم بشراء اللوحات التي تساهم في إثراء الفن الجزائري وتخليده، وتدفع بالأجيال المقبلة للإبداع والمحافظة على تراثها، قائلة أنه لا حاضر بدون ماضي ولا مستقبل بدون حاضر، كما أكدت أن الاهتمام بالجانب السياحي سيدعم الفن التشكيلي ويسلط الضوء على تراثنا ويفتح المجال للأجانب للاطلاع على ما تزخر به الجزائر من تاريخ وحضارة.