إذا عجز الانسان عن بناء شخصيته يصبح توازنه وعمله عرضة لما يسمى الحتميات الداخلية الخارجة عن إرادته، ويتحول مهما كانت مواهبه إلى فريسة لتخيلاته العمياء، ويستطيع الانسان القوي الارادة أن ينال المهارة والكفاءة لتحقيق النجاح الاجتماعي. لايسمح هذا الحيز بالحديث عن الموضوع بالتفصيل ولكن من المفيد تقديم الحقائق التالية: 1) من المظاهرالسلبية في حياة الانسان التظاهر الأجوف الذي يظهر في ألف شكل وشكل، ولكنه يعبر دوما عن خسارة تافهة و إرهاق للطاقة النفسية، فأي شيء أسخف من أن يرهق الانسان نفسه وخياله وقريحته من أجل أن ينال إعجاب الآخرين، والنتيجة أن من يعذبه اهتمامه بالكيفية التي يقدره الناس بها ينتهي أمره أخيرا الى التضحية بأهداف جليلة وقيم سامية ولكن أي يبرز التظاهر الأجوف ؟ يظهر في التعامل من غير علم، والتلبس بالفضائل من غير علم أو عمل، والتفاخر بالغير من غيرثروة عقلية أو خلقية، واصنطاع القوة و كذا الضعف المستتر، والغاية من التظاهر الأجوف هو الوصول الى المديح ورغبة التملق والاطراء فليس أكره على ذوي المواهب الحقيقية من المديح والملق والإطراء. 2) للتظاهر الأجوف انعكاسات سلبية لأن الأمر لايقتصر على تبديد الطاقة النفسية، وإنما يضاف الى هذا تضليل الحس حس التقييم العادل لأن الانسان يفقد وهو ينساق مع تخيلاته الجوفاء شخصيته سواء في نظرته الى نفسه او نظرة الناس اليه، أي يضلل نفسه وهو يعتقد أنه يخدع غيره، ونجد كثيرين يحسبون أنهم وصلوا قبل أن يبدأوا السير لأنهم انتهوا بكل بساطة الى الاعتقاد بما لفقوه وروجوا له، وهكذا نجد كثيرا من الأشخاص يجهدون أنفسهم ويكدون قرائحهم في مناقشات طويلة ومجادلات عنيفة في موضوعات خالية من كل نتيجة أو فائدة ليثبتوا أنهم علماء وكأنهم مطلعون أو ليبرهنوا على غزارة معارفهم وسعة اطلاعهم ويظهروا للناس مجرد إظهار فارغ أنه على حق وغيره على باطل؟