اصبح الذكاء الاجتماعي من الموضوعات الأكثر انتشارا منذ منتصف التسعينات من القرن الماضي، وهذا بعد صدور كتاب دانيال غولمان في 1995 ويساهم الذكاء الاجتماعي في ارتفاع نسبة النمو، ولهذا اهتمت مؤسسات التدريب في الموارد البشرية بهذا الموضوع. لا يسمح هذا الحيز بالحديث عن الموضوع بالتفصيل، ولكن من المفيد تقديم الحقائص التالية : 1) يؤكذ المختصون أنه من اسباب الأداء المرتفع لدى الأفراد يرجع الى الذكاء الاجتماعي، ولذا تنبهت الشركات الكبرى ومؤسسات التدريب في التنمية البشرية لهذا الموضوع واصبح الذكاء من المعايير الاساسية في الترقية المهنية وازدادت اهمية الذكاء الاجتماعي في برامج التدريب . 2) يعتبر الذكاء العاطفي مكونا مهما من مكونات الذكاء الاجتماعي وهو القدوة على فهم مشاعر الذات ومشاعر الآخرين والتفاعل مع المشاعر الذاتية ومشاعر الآخرين، لأن الذكاء الاجتماعي يصنف ضمن مهارات الفنون ولذا نجد الاشخاص الذين يتمتعون بالذكاء الاجتماعي أكثر تحكما في مشاعرهم السلبية كالعصيبة والقلق، ويصبح أصحاب الذكاء الاجتماعي اكثر تقبلا للنقد والرأي المخالف باعتباره وجهة نظر مغايرة . 3) الانسان الذي ينقصه الذكاء الاجتماعيي يثور ويغضب لأتفه الأسباب ويرفض النقد ويفضل العمل الفردي على العمل الجماعي. وقد يرجع هذا الى الأسلوب المتخلف في التعامل مع محيط العمل والمحيط الاجتماعي ومنهج التدريب في مؤسسات التدريب الاداري والوظيفي. وقد نجحت بعض الدول في تحقيق تطور وتقدم في الذكاء الاجتماعي من حيث الاطار النظري في مؤسسات التدريب والتكوين والجانب التطبيقي في المؤسسات والادارات . 4) من المؤكد أن الذكاء الاجتماعي قابل للتطوير ولكن لابد من توفر البيئة المناسبة لظهوره، بحيث تسعى المؤسسات المتخصصة الى تنمية الذكاء الاجتماعي. وعلى صعيد الأسرة لابد من التدريب على التواصل الاجتماعي مع الآخرين وتخصيص وقت يومي للتواصل الاسري، خصوصا وأن الجيل الجديد أصبح مشغولا في الكومبيوتر والانترنتيت وغيره .