كل شيء في هذا الكون يقوم على التعادل والتوازن، وهو الأمر الذي تحدث عنه المفكر الراحل توفيق الحكيم في كتاب »التعادلية«، والصراع لا ينقطع بين الخير والشر في معارك متواصلة وما ينطبق على قواعد اللعب في مباراة لكرة القدم،ينطبق على مواقف وأمور كثيرة في الحياة. لا يسمح هذا الحيز بالحديث عن الموضوع بالتفصيل ولكن المفيد تقديم الحقائق التالية: 1 يبدو أن هناك معركة أخرى دائرة بين البشر ولكنها غير معلنة ،مثل المعركة الدائرة بين الخير والشر، لأن هذين النقيضين لا يختلف عليهما اثنان، حتى وإن مال الإنسان لظروف متشابكة نحو هذا النقيض، هي معركة خفية بطبيعتها لا يستطيع أن يعلنها صراحة ،ولا يستطيع أحد أن يحدد ملامحها، إلاَّ عندما تتضح نتائجها النهائية مع تغلب أحد أطرافها على الطرف الآخر، إنها المعركة الدائرة بين السلبيين والإيجابيين في المحيط الإجتماعي ومحيط العلاقات الإنسانية. 2 لا يقتصر مفهوم السلبيين على أناس يقطنون منطقة معينة أو أناس ينتمون إلى فئة إجتماعية، وإنما يعني مفهوم السلبيين، فئة من الناس تنتشر في كل موقع من مواقع الحياة، والمؤسف أن السلبيين أقوياء بضعفهم ،لأنهم لا يجرؤون على الإعتراض على أي شيء أو حتى إبداء رأيهم في أي موضوع، وإنما هم مطيعون فهم لا يعترضون ولا يبادرون. 3 من ميزات السلبيين، أنهم مع كل شيء ومع أي شيء، فلهم لا يعترضون ولا يبادرون ولا حتى يختلفون ومن ميزتهم أنهم لا يملون وهذا لا يعني أنهم راضون أو قانعون بحالهم وأبرز ما يميز هؤلاء أنهم مضطربو المواهب معدومو الطموحات فلا يفكرون لأبعد من ساعات يومهم. 4 من مظاهر سلوك السلبيين أنهم أول المبتسمين سواء خفت موازين الحوار أو ثقلت، وهم أول الواقفين وآخر الجالسين وعلى هذا الأساس تسير المعركة في غفلة من الإيجابيين. 5 إن المجتمعات المتقدمة، هي المحيط الصحيح الذي لا يجد فيه السلبيون مكانا تحت الشمس، إلاَّ إذا تخلصوا من سلبيتهم، وفي المجتمعات المتخلفة يظهر المحيط غير الصحيح الذي يتزايد فيه السلبيون إلى درجة تجعلنا نشعر أن البقاء لن يكون يوما إلا لهؤلاء السلبيي