كشف العديد من الطلبة الجزائريين ل ''الشعب'' أنهم قاموا باجتياز التجارب اللازمة للالتحاق بإحدى الجامعات الفرنسية، حيث قاموا بإجراءات التسجيل عن طريق الأنترنت ثم وجهوا إلى المركز الثقافي الفرنسي للقيام باختبار اللغة الفرنسية وكذا إجراء لقاء بسيكو تقني لتحديد جزء كبير من مصيرهم في الالتحاق بإحدى الجامعات الفرنسية من عدمه. تتواصل عملية هجرة الطلبة الجزائريين إلى الخارج في ظل صعوبة الحصول على منصب عمل قار ببلادنا، كما أن الشهادات الجامعية في بلادنا أصبحت غير مجدية في الكثير من الأحيان في ظل ضعف التكوين وعدم استفادة الطلبة من برامج تطبيقية تحضرهم لسوق العمل المليء بالمفاجآت غير السارة لطلبتنا، حيث يصطدمون بواقع صعب للغاية. وكشفت إحدى الطالبات التي تخرجت من كلية العلوم السياسية والإعلام في سنة 2001 عن سعيها منذ سنوات الى الذهاب للخارج لاستكمال دراستها في ظل عدم تمكنها من العمل في الجزائر، لأنها لم تستطع التحصل سوى على عمل في مؤسسة خاصة تنشط في التأمينات البحرية، وبالنظر لمعاناتها من ظروف العمل الصعبة، تسعى حاليا للذهاب إلى فرنسا لتطوير مستواها والحصول على شهادة من الجامعات الفرنسية، لعلها تشفع لها في الحصول على منصب عمل محترم. وأضافت المتحدثة أن التسجيل بالجامعات الفرنسية يتم في مرحلة أولى عبر الأنترنت ثم يتوجه الطالب للمركز الثقافي الفرنسي لإجراء مختلف التجارب مقابل أعباء تصل إلى 7000 دج، ويعتبر المرور بالمركز الثقافي الفرنسي إجباريا للرفع من حظوظ قبول الملف. وتحدث (ن.م. - 32 سنة) وهو عامل في إحدى ورشات شركة عمومية للبناء ومتخرج من معهد علوم الإعلام والاتصال، بأنه عانى كثيرا من أجل الحصول على عمل وبعد تأكده من صعوبة العمل كصحفي ببلادنا حاول الذهاب إلى فرنسا لمواصلة الدراسة، لكن كل محاولاته باءت بالفشل وخسر أموالا كثيرة جراء التنقل بين بجاية والعاصمة لاستكمال الملفات، لكن دون جدوى فجميع الردود جاءت سلبية ولازال يسعى للذهاب إلى هناك، لأن سوق العمل في بلادنا صعب للغاية وحتى منصب العمل بشركة البناء حصل عليه من خلال قرابته وإلا لكان في تعداد البطالين. ويتزامن تواصل هجرة الطلبة الجزائريين إلى الخارج مع توجيهات رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة التي بعث بها إلى المشاركين في أشغال الجامعة الصيفية لأبناء الجالية المنعقدة مؤخرا بجنان الميثاق والتي نادى فيها بضرورة استغلال الأدمغة الجزائرية الموجودة في الخارج وتوفير كل الظروف لتوظيفها في مختلف المجالات، خاصة تلك المتعلقة بالاقتصاد والتعليم العالي والبحث العلمي للنهوض بالبلاد التي ظهرت وأنها بحاجة إلى كفاءتها الموجودة بالخارج في ظل عزوف الأجانب للمجيء إلى الجزائر للاستثمار. وتتحدث بعض المصادر عن وجود أكثر من 20 ألف طالب جامعي بالجامعات الأجنبية وخاصة الفرنسية منها والتي تمنحهم العديد من الامتيازات للبقاء في فرنسا والاستفادة من تكوينهم لتطوير الاقتصاد الفرنسي وفي هذا الإطار شجع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي القنصليات الفرنسية في الخارج ومنها الجزائر لمراعاة طلبات التأشيرة للطلبة في مجال ما يعرف الهجرة الانتقائية. ولم تعد طلبات الطلبة الجزائريين مقتصرة على الذهاب لاستكمال الدراسة بفرنسا، حيث دخلت بريطانيا وكندا وحتى الولاياتالمتحدةالأمريكية وأوكرانيا مجال المنافسة وخيرة الطلبة الجزائريين باتوا يتجهون نحو الخارج لتحقيق مبتغاهم في ظل صعوبة الواقع الجزائري. ويذكر أن الجزائر تصرف على الطلبة ابتداء من الدخول المدرسي إلى غاية الجامعات، ثم تتركهم يذهبون للخارج لتوظيفهم هناك، وهو ما يجعلنا نخسر مئات الملايير على الموارد البشرية دون استرجاع ولو جزء من الخسائر على التكوين ويضاف هؤلاء الطلبة إلى أكثر من 10 آلاف مثقف وباحث هجروا البلاد منذ ,,,.1990؟