قال سفير دولة فلسطينبالجزائر لؤي عيسى، إن مسار القضية الفلسطينية لم يرتبط في التاريخ بالأشخاص، وإرادة الشعب الفلسطيني أقوى نحو الاستقلال. مؤكدا أن تولي دونالد ترامب منصب الرئاسة الأمريكية لا يعني بالضرورة تغيّر موازين القوى على الساحة الدولية.قال السفير في ندوة نقاش بمنتدى “الشعب”، عنوانها «أيّ مستقبل للقضية الفلسطينية في ظل المستجدات السياسية الدولية؟»، “إن آليات الصراع كثيرة مع الكيان الصهيوني في المرحلة المقبلة، مادام الشعب متمسكا بحقه المشروع”. آليات الصراع مع العدو الصهيوني متعددة وترامب لا يغير موازين القوى أشار السفير لؤي إلى أنه غداة تولي ترامب مقاليد الحكم في البيت الأبيض، صرّح أن المستوطنات لا تشكل عقبة أمام السلام وهو ما اعتبره الكنيست الإسرائيلي بمثابة الضوء الأخضر لمواصلة عمليات الاستيطان، خاصة في الضفة الغربية، حيث قال السفير “لدينا آليات صراع دولية بديلة”. أكد الدبلوماسي خلال استضافته بمنتدى “الشعب”، أمس، أن الدولة الفلسطينية تملك أوراقا وآليات مختلفة لمواصلة الصراع مع الطرف الإسرائيلي في المرحلة المقبلة، قائلا: “لا تخيفنا التحولات الخارجية”. في هذا الإطار، أبدى المتحدث تخفوه من التحولات الداخلية التي تعرفها القضية، لاسيما دعم بعض الجهات لطرف على حساب آخر، في إشارة منه إلى بعض الدول العربية التي تؤجّج الخلاف الداخلي بين الفصائل الفلسطينية وهو ما يمثل إضعافا لقوة الدولة الفلسطينية من الجبهة الداخلية، ما يؤدي إلى تراجع المقاومة على المستوى الخارجي. نمتلك ثلاثية تكوين الدولة: “الأرض والسلطة والشعب” وأكد السفير لؤي الذي قال نتكلم بصراحة ولا يهمّنا من يشكك في إرادتنا، امتلاك ثلاثية تكوين الدولة متوفرة وهي: “الأرض والسلطة والشعب”، مضيفا أن فلسطين لها مكانة في الأممالمتحدة بعد الاعتراف بها دولة ورفع علمها بالمنظمة الأممية، بعد أن وطئت قدمها المحفل الدولي. وقال السفير لؤي، إن “ما حققه الشعب الفلسطيني على الصعيد الدولي من خلال انضمام دولة فلسطين إلى المحكمة الجنائية الدولية وعلى رفع العلم الفلسطيني بمقر منظمة الأممالمتحدة بنيويورك، هي انتصارات سياسية تضاف إلى انتصار دبلوماسي آخر متمثل في القبول بعضوية دولة فلسطين في منظمة اليونسكو”. وأشار السفير الفلسطيني، إلى أنه “بعيدا عن استغلال قضيتنا لصالح فصيل فلسطيني أو حزب جزائري معين، لأننا أكبر من هذا الشيء”، قائلا: “أعتبر نفسي إبن الثورة الجزائرية وهذا هو انتمائي لها”. وأضاف المتحدث، “بالنسبة لي الثورة ليست قصة عادية وإنما ثورة حرّكت وجدان الأمة ونحن أخذنا منها كفلسطين كمفهوم لحركة التحرر وتربّينا عليها، لذلك فالعمل السياسي والعسكري مترابطان بشكل أو بآخر”، مؤكدا أن “الجزائر الدولة العربية الوحيدة التي لم تتأخر عن دفع التزاماتها لفلسطين”. وبخصوص التحرك المستقبلي، أشار الدبلوماسي إلى عقد حركة التحرير الفلسطينية “فتح” لاجتماع في 29 من الشهر الجاري لبحث آليات وإيجاد بدائل أخرى لإحياء المفاوضات التي اعتبرها شكلا من أشكال الصراع مع الكيان الصهيوني. ولم يخف السفير لؤي امتعاضه من الحالة العربية التي آلت إليها، بفعل تفضيل المصالح عن لغة التوحد والقوة، حيث أبدى قلقه من الحال التي تمر بها الدول العربية جراء التفكك الذي أضعف سلطات دول، ما أدى إلى التدخل في القرار الفلسطيني الداخلي وتجاوزه حتى “للتدخل في رؤيتنا للقرارات الداخلية”. وبحسب الدبلوماسي، فإن إسرائيل قامت بزرع الفتنة والتفرقة بين الدول العربية والإسلامية من خلال خلقها لمصطلح الإرهاب الإسلامي، الذي يعد أكبر ذريعة تستغلها الدول الغربية لحماية مصالحها وإضعاف كيانات العالم العربي أمام القضايا الدولية ورهاناتها. في معرض تطرقه إلى مسار القضية الفلسطينية، أشاد السفير لؤي بمواقف الجزائر تجاه بلاده التي اعتبرها مواقف مشرفة على المستوى الدولي، ما جعلها مستهدفة من أطراف خارجية، مثمّنا الموقف التاريخي في مثل هذا اليوم لإعلان قيام دولة فلسطين من الجزائر عام 1988 وإلقاء الراحل ياسر عفات خطابه الشهير الذي بموجبه تعالت الأصوات للاعتراف بالدولة الفلسطينية.