سطرت مختلف بلديات ولاية بشار، برنامجا احتفاليا خاصا بالذكرى 56 لمظاهرات 11 ديسمبر 1960، بحضور الأسرة الثورية والسلطات المدنية والعسكرية وفرق الكشافة الإسلامية. تم بمقبرة الشهداء، تنظيم وقفة ترحم، كما تم رفع العلم الوطني وبث النشيد الوطني ووضع إكليل من الزهور على النصب التذكاري، مع قراءة الفاتحة على أرواح الشهداء. قامت الفرقة النحاسية للكشافة، بتنشيط الحدث الذي عرف تكريم بوزار رقية، أول امرأة رفعت العلم الوطني خلال مظاهرات 11 ديسمبر 1960 في مدينة بشار. من جهته أشرف الوالي محمد مجدوب، بالمناسبة، على وضع حيز الخدمة، المركز الطبي الاجتماعي لموظفي الجماعات المحلية وقام بزيارة المعرض المقام بدار الثقافة. وبمتحف المجاهد وبالتنسيق مع جمعية الحفاظ على التراث وجمعية الشهيد، تم عرض صور لأحداث 11 ديسمبر، وفيلم قصير خاص بالمناسبة، فضلا عن بث لمحة تاريخية عن الثورة قدمها مصمودي، مدير المجاهدين ببشار. من جهتها بلدية القنادسة، شهدت منذ الساعات الأولى من الصباح، سباقا ماراطونيا، إنطلاقا من مدخل المدينة لفائدة الشباب، بحضور السلطات المحلية. جاء هذا الماراطون بمناسبة ذكرى 11 ديسمبر 1960، حيث عمت أجواء الفرحة في الأوساط الشعبية لينتهي العرس الرياضي بالتقاط صور تذكارية للمشاركين في السباق. للتذكير، خرج الجزائريون في مظاهرة سلمية يوم 11 ديسمبر 1960 للتأكيد على مبدإ تقرير مصير الشعب الجزائري ضد سياسة الجنرال شارل ديغول، الرامية إلى الإبقاء على الجزائر جزءاً من فرنسا في إطار فكرة الجزائر الجزائرية من جهة، وضد موقف المعمّرين الفرنسيين الذين مازالوا يحلمون بفكرة الجزائر فرنسية، قامت السلطات الفرنسية بقمع هذه المظاهرات بوحشية مما أدى إلى سقوط العديد من الشهداء. أكدت المظاهرات الشعبية حقيقة الاستعمار الفرنسي الإجرامية وفظاعته أمام العالم، كما عبّرت عن تلاحم الشعب الجزائري وتماسكه وتجنيده وراء مبادئ جبهة التحرير الوطني والقضاء على سياسة ديغول المتمثلة في فكرة الجزائر جزائرية. أما على المستوى الدولي، فقد برهنت المظاهرات الشعبية على مساندة مطلقة لجبهة التحرير الوطني. واقتنعت هيئة الأممالمتحدة بإدراج ملف القضية الجزائرية في جدول أعمالها وصوتت اللجنة السياسية للجمعية العامة لصالح القضية الجزائرية ورفضت المبررات الفرنسية المضلّلة للرأي العام العالمي.