خلفت أمطار الغيث والثلوج المتساقطة، فرحة عارمة وسط سكان البليدة، خاصة وأن الكثير منهم استغل فرصة عودة تشغيل التلفيريك لتنظيم زيارات لحظيرة الشريعة السياحية، التي اكتست برنوسا أبيضَ زاهيا وجميلا، حمل معه بشائر الفرحة بين الكبار والأطفال وحتى الحيوانات والطيور. لكن رغم تلك البهجة، شهدت بعض الأحياء تسرب مياه الأمطار إلى داخل سكناتهم الهشة والعتيقة، وهذا بحي بن بسيسة في دائرة وادي العلايق حيث غمرت نحو 20 مسكنا عتيقا، وأيضا بأحياء في بلديات الشفة وموزاية والعفرون ومفتاح، كما غمرت طرقا عامة بسبب نقص في المجاري وبالوعات تصريف مياه الأمطار، وهي العيوب التي ظهرت بسبب عدم استكمال مشاريع جديدة جارية في غالبيته. كما تولد عن الأمطار المتساقطة اختناق مروري حاد نتيجة تجمعها في برك عائمة، بسبب أشغال الحفر ومد قنوات الصرف الصحي والتطهير ببعض الأحياء، حيث تشهد البليدة وبلديات عديدة ورشات عمل موسعة، لتجديد تلك القنوات وتعبيد وتهيئة الطرق والأرصفة العامة منذ مطلع السنة الجارية، لأجل تحسين وتجميل صورة مدينة الورود وبعث نفس متجدد في العمل الجمالي والتنافسي. كما جاءت الأزمة المرورية نتيجة التوافد المهم على حظيرة الشريعة عبر الطريق البري، الرابط بين وسط البليدة والحظيرة السياحية. وكشف مهتمون بالفلاحة ومختصون في السقي، أن كميات الأمطار والثلوج المتساقطة على سلسلة الأطلس البليدي، سترفع وتعزز مخزون المياه الجوفية والباطنية العميقة. كما ستعود بالفائدة الطبيعية على المحاصيل الزراعية، التي أجبرت بعض الفلاحين على سقيها عبر تقنيتي التقطير والرش المحوري. مع التذكير، أن أمين عام جمعية السقايين ورئيسها، أوضحا ل «الشعب»، أن بعض المنتوجات الفلاحية، مثل الحوامض، تضررت بفعل تأخر تساقط الأمطار بنسبة 20٪، فضلا عن محصول الزيتون الذي انخفض إنتاجه مقارنة بالسنة الماضية، لكن التساقط الأخير أعاد لهم الأمل والبشرى في سنة فلاحية جيدة.