توسعت دائرة الرافضين لدعوات نشر الفوضى والفتنة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبر رواد الفايبسوك عن موافقهم الداعمة للحفاظ على نعمة الأمن و الإستقرار في الجزائر، من خلال نشرهم لتعليقات منددة بأعمال التخريب و العنف التي مست ولاية بجاية حيث تم حرق حافلة النقل الحضري بطريقة لا تعبر عن سلمية الاحتجاجات المزعومة. حذر رواد مواقع التواصل الاجتماعي من أن تأخذ هذه الاحتجاجات التي نادت إليها بعض الأطراف المجهولة بعدا خطيرا و تعيد الجزائريين إلى الأحداث الدامية التي عاشوها خلال فترة العشرية السوداء، ونشروا شعارات على صفحات خاصة تدعو إلى الكف عن ممارسة العنف و تخريب ممتلكات المواطنين الذين وقعوا ضحية بعض الانتهازيين الذين اغتنموا الفرصة للتأثير على الشباب محاولين زعزعة استقرار البلد . « احذروا الفتنة ،»لا للعنف والتخريب «حافظو على استقرار الجزائر « و « طالب بحقك دون تخريب العنف لا يجلب إلا الدمار « كلها شعارات تداولها نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي منذ الساعات الأولى من انطلاق الاحتجاجات التي تم من خلالها استعمال مواد حارقة وأسلحة بيضاء لتكسير المحلات التجارية وتخريب حافلات نقل المسافرين. وأشار الجزائريون من خلال تعليقاتهم إلى أن أعمال الشغب لن تؤدي إلى نتيجة ولن تغير الواقع بل توجد أساليب بديلة سلمية يمكن من خلالها المطالبة بإعادة النظر في زيادات الأسعار والضرائب التي فرضها قانون المالية 2017 بعيدا عن الفوضى والدمار، مؤكدين أن التغيير لن يكون بالتخريب بل بإصلاح النفوس . من جهة أخرى حذر النشطاء من الأجندات الخارجية التي تستثمر في كل نقطة هشة حتى و لو كانت بسيطة، داعين إلى ضرورة التحلي باليقظة من المؤامرات التي تحاك ضد استقرار وامن البلاد وعدم الانسياق وراء دعوات خراب الأوطان وضياع الأمن والأمان ، لتفادي ما وقع في بعض الدول العربية في إطار ما يسمى بثورات الربيع العربي . وتعجب آخرون من ردة فعل الشباب العنيفة بسبب ارتفاع أسعار المنتوجات الغذائية، مشيرين إلى أن الشعب لم يخرج من قبل إلى الشارع للاحتجاج بسبب غياب العدالة في قضايا الفساد والسرقة التي طالت أغنى المؤسسات الجزائرية. كما ذكر بعض النشطاء بأصعب مرحلها شهدتها الجزائر في فترة التسعينات، حيث كان لا يستطيع أي مواطن جزائري مغادرة البيت بعد الساعة الخامسة مساء زيادة على التهديدات بالقتل المتكررة وسماع ومشاهدة تبادل إطلاق النار بين الإرهابيين وأعوان الأمن معبرين بالقول : «من لم يعش فترة العشرية السوداء لا يعرف نعمة الأمن و الاستقرار، ونعمة السفر ليلا، ونعمة حمل بطاقة التعريف وبطاقة العمل، ونعمة الخروج مع الأهل و الأولاد». وأضافوا في نفس السياق «عيب و عار عليكم ، ما ذنب الحافلة التي يستقلها أخواتكم وأولياءكم وأصدقاءكم، نعم للاحتجاج ولكن لا للتخريب الذي يتسبب فيه الشباب الطائش الذين يحتجون دون هدف، إذا كان التعبير عن رفض سياسة التقشف و قانون المالية بهذه الطريقة فالأفضل أن نتقشف حياتنا كلها و لا نرى مثل هذه المناظر التي تدل على عدم التحلي بالسلوك الحضاري .