دعت المنظمات النقابية وفعاليات المجتمع المدني السلطات العمومية لإشراكها في حوار جاد وبناء للمساهمة في إيجاد حلول لكل ما يعرقل النمو الاقتصادي للبلاد، مؤكدين أن هناك حالة اجتماعية وراء الاحتجاجات تحتاج للمعاجلة مع السماع لانشغالات المجتمع دون إقصاء، لوقف الغليان وسط الجبهة الاجتماعية المتضررة من الوضع الحالي، مستنكرين حالات التخريب الهمجي التي تطال المؤسسات العامة والخاصة .
* أفاد، عبد المجيد سيدي السعيد، الأمين العام للمركزية النقابية، في تصريح ل "الشروق"، أن المنظمة العمالية طالبت الحكومة باتخاذ إجراءات صارمة والقيام بدور تنظيم السوق ووقف المضاربة، مع دعوته للأشخاص المحتجين وقف التخريب، داعيا العمال لحماية المصانع والمؤسسات الإنتاجية. * وأكدت النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية أن الاحتجاجات وراءها حالة اجتماعية، واستنكرت التعبير عنها بهمجية، ودعت السلطات للتدخل من أجل التكفل بانشغالات المواطنين والفئات الشبانية، على غرار حق السكن، الترفيه، التكوين والعمل بصورة دائمة وليس بعقود مؤقتة لا تتجدد. * وقال، إلياس مرابط، رئيس النقابة ل "الشروق"، إن المحتجين هم شباب كان في المدرسة، قبل10سنوات، مضيفا: "من غير المقبول أن يكون جزائري2011 مواطنا لغته التكسير والنهب، مؤكدا استعدادهم للمشاركة في التهدئة، موضحا، في نفس الوقت، أن محاولة التعبير عن انشغالاتهم كنقابة بطرق سلمية، قوبلت بالمنع والتضييق "ولا حياة لمن تنادي، فهذا ما نعانيه كمجتمع مدني وبذلك يفتح باب الفوضى فالكل يبيع ويشتري داخل الغليان الاجتماعي الذي أخذ اتجاها غير سليم، ويصبح الميدان متاحا للسرقة والنهب مع قيام أطراف في السلطة بتصفية الحسابات". * من جهتها، طالبت النقابة الوطنية المستقلة لمستخدمي الإدارة العمومية من الحكومة اتخاذ الإجراءات الصارمة والعاجلة للتصدي للمضاربة في السلع ذات الاستهلاك الواسع ومعاقبة كل المتسببين فيها، مع التكفل بانشغالات الشباب وتحسين الإطار المعيشي للعمال بسن قوانين وميكانيزمات تضمن ذلك. وأدانت النقابة أعمال المضاربة في المواد الغذائية ذات الاستهلاك الواسع كالزيت والسكر، والتي ألحقت ضررا بالقدرة الشرائية للعمال. وعبرت "السناباب"، في بيان لها، عن تضامنها مع مطالب المواطنين الشرعية وخاصة الشباب "دون اللجوء إلى أعمال العنف وتخريب مما يتيح الفرصة لكل الدوائر التي تتحين الفرص لزعزعة استقرار البلاد". * من جهته، استنكر الصادق دزيري، رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، في تصريح ل"الشروق"، أعمال التخريب والحرق والتهديم التي تطال المؤسسات العامة أو الخاصة وعلى رأسها المدرسة، ودعا الشباب للتحلي بالوعي. * وقال المتحدث أن هذه الاحتجاجات أظهرت أن "المجتمع المدني مهلل وتنظيم الفوضى غير ممكن، والدرس المستخلص يتعلق بضرورة تنظيم المجتمع". * ووجه دزيري نداء للمعلمين والأساتذة لتوعية التلاميذ في المدارس بإلقاء درس "لا تخريب ونعم للاحتجاج بطرق سلمية"، ولعدم المشاركة في الاحتجاجات"، مؤكدا "أن الحريات يجب أن تعطى للتحرك سلميا وحضاريا لبناء الإنسان في هذا البلد". * ورفض، محمد خالد، رئيس جمعية أولياء التلاميذ ما راج، أمس، عن مبادرة وزارة التربية الوطنية بخصوص قرار غلق المدارس ليومين، بحجة استتباب الأمن، وقال: "نحن كجمعيات أولياء التلاميذ قادرون على حماية المؤسسات في وقفات، منذ الصباح الباكر لحماية التلاميذ ونطالب بتعزيز الأمن"، ودعا الأولياء لمرافقة أبنائهم حتى تُضمن ادراسة، ووجه نداء لوزارة النقل بغية ضمان هذه الوسيلة. * وقرر أولياء التلاميذ، بداية من اليوم، الشروع في "حماية المؤسسات من الانزلاقات والحرق، وحتى بالشوارع، لأن أغلب الشباب كانوا في الماضي تلاميذَ". * وعن طلبة الجامعات، قال، بولغان إبراهيم، الأمين العام للاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين، إن العمل مقتصر على تأجيل احتجاجات الطلبة في الخارج" لأن الجامعة ملك للجميع، وحاولنا تجنب الخروج ليلا من الإقامات الجامعية". * وكشف، عبد المالك رحماني، منسق المجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي عن اتصالات مكثفة مع نقابات القطاعات الوظيفية، تمت، أمس، لعقد اجتماع، يوم غد.