^ تحلي كل مترشح بالتضحية لتفادي أي انشقاق شدّد قادة الأحزاب الثلاثة المنضوية تحت لواء الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء، على ضرورة تسبيق مصلحة الاتحاد على الطموح في الحصول على مقعد بالبرلمان، داعين كل من لديه النية في الترشح إلى عدم التردد في التنازل لصالح زملاء آخرين. أسبوع على الإعلان عن الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء، الذي يضم حركة النهضة، وجبهة التنمية والعدالة، وحركة البناء الوطني، المنتمية إلى التيار الإسلامي، تحسبا للانتخابات التشريعية، ترأس قادته على التوالي محمد ذويبي وعبد الله جاب الله ومصطفى بلمهدي، أمس اجتماعا يندرج في إطار الاستعدادات للانتخابات التشريعية، ممثلا في الندوة الوطنية للجان الانتخابية للاتحاد، حرصوا من خلاله على تمرير رسالة موجهة أساسا إلى الطامحين في الترشح للحصول على مقعد بالغرفة السفلى للبرلمان، مفادها التنازل والتضحية، لتفادي أي شقاق من شأنه أن يعصف بالهيئة. وعلاوة على ذلك تقاطع قادة التشكيلات في نقطة أخرى لا تقل أهمية، ممثلة في الأهمية التي تحملها الاستحقاقات الانتخابية المقررة بعد عدة أسابيع، مؤكدين أنهم أرادوا من المشروع السياسي الوطني في إشارة إلى الاتحاد أن يضعوا أنفسهم في خدمة الشعب الجزائري، الذين دعوه إلى المشاركة بقوة في الاستحقاقات ومنحهم فرصة تمثيلهم في البرلمان، مؤكدين أن النتائج مهما كانت، فإنها لن تؤثر على الاتحاد ملوحين بذلك أن تزامن ميلاده والتحضير لاقتراع، لا يعني بأي حال من الأحوال انتهائه بعد الانتهاء منها، أي على شاكلة تكتل الجزائر الخضراء الذي أسسته حركة الإصلاح الوطني، وحركة مجتمع السلم، إلى جانب النهضة الذي لم يتجاوز عمره عمر الفترة التشريعية السابعة التي ظهر تزامنا معها. رئيس حركة البناء الوطني مصطفى بلمهدي كان أول المتدخلين، في الاجتماع الذي جرى في جلسة مغلقة، نبه إلى “أن هذا الاجتماع هو أول اجتماع عملي بين ممثلي الاتحاد في الولايات، حيث ننقل إليكم أمانة العمل المشترك، وتوحيد الجهود، وتلبية طموح الشعب”، لافتا إلى أن الاتحاد “سيخوض عملية المشاركة بايجابية في الانتخابات، وسيخوض بعدها مباشرة هذه الحالة في الانتخابات المحلية مذكرا في السياق بأن “المشاركة خيار مؤسساتنا الشورية، وهيئاتنا القيادية، وقواعدنا النضالية الواعية”. وفي كلام وجهه إلى العاقدين العزم على الترشح، قدم بلمهدي عدة توجيهات جاءت في شكل نصائح، أبرزها أن “الانتخابات مرحلة عابرة والوطن مستمر”، و أن “المواطن يحتاج منا الصدق والصراحة والاحترام، وإشراكه في الرأس والنقاش”، والى ذلك نبههم إلى أن المبادئ القائد وليس “الأطماع والرغبات”، أما بخصوص قوائم الترشح أكد أ«تقديم الكفاءة والوفاء بالعهود والالتزامات”. من جهته عبد الله جاب الله رئيس جبهة العدالة والتنمية الذي حملت مداخلته طابع أكاديميا، ركز على الفرق بين النظرة الديمقراطية للانتخابات القائمة على الأخذ، ونظرة الدين الإسلامي القائمة على العطاء، ورافع مطولا للاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء. وأول وأبرز رسالة مررها الشيخ جاب الله “التضحية لخدمة الاتحاد”، وتداول مرارا في كلمته عبارات تصب في الاتجاه على غرار “التنازل المشترك من أجل الوحدة”، وذهب إلى أبعد من ذلك بجزمه أن “تحقيق نتائج إذا لم ينجح الاتحاد لا معنى له”، أي أن الهيئة فوق النتائج والاستحقاقات. وبخصوص القوائم وعلى عكس زميله بلمهدي الذي تحدث عن شرط الشهادة، أفاد جاب الله “لا يتقدم صاحب الشهادة فقط، وإنما صاحب المصداقية لدى الشعب أيضا”، وخلص إلى القول “نحن أمام امتحان، وأي امتحان، امتحان مصلحة الاتحاد وما يحافظ عليه ويخدمه فقط، لأن الاتحاد فوق كل المصالح وجميع الاعتبارات”. محمد ذويبي رئيس حركة النهضة، آخر من تدخل في الجلسة، فضل أن يركز على الشق السياسي، بتوجيهه 3 رسائل أولها إلى المناضلين قال فيها “أردنا بالمشروع السياسي الوطني، أن نضع أنفسنا في خدمة الشعب الجزائري”، أما الثانية فكانت موجهة إلى الشعب أكد أن “الاتحاد وضع نفسه خادما له”، داعيا إياه إلى “دعم المشروع السياسية الكبير، الذي تلتقي فيه مدرسة الوسطية والاعتدال”، أما الرسالة الثالثة موجهة إلى السلطة دعا من خلالها رئيس الجمهورية، بمناسبة الاستدعاء الوشيك للهيئة الناخبة، للإعلان عن الإرادة السياسية لتنظيم انتخابات نزيهة وشفافة. وأشار ذويبي في السياق، إلى أن الانتخابات التشريعية أول الخطوات في المشروع السياسي الكبير، ومن هذا المنطلق أضاف يقول علينا أن نقدم من يكون إضافة حقيقية للاتحاد وإنجاحه.