وقع أطراف التحالف السياسي «النهضة «، «العدالة والتنمية «و»البناء الوطني»، أمس، على وثيقة الاتحاد من أجل «النهضة والعدالة والبناء»، في لقاء شعبي، احتضنته قاعة «الساورة» بقصر المعارض «صافكس». أكد كل من عبد الله جاب الله، و محمد ذويبي، ومصطفى بلمهدي، على أهمية هذا التحالف «القائم على الوسطية والاعتدال «، في الاستحقاقات القادمة، واعتبروه بمثابة نواة قوية قابلة للنماء، واعتبروا أنه ليس مجرد تحالف انتخابي فحسب بل يؤسس لمقاربة سياسية مبنية على «ثقافة التعاون و تبتعد على عقلية التشرذم والصدام خدمة لوحدة الوطن «، واتفق الجميع على أن هذا الاتحاد مفتوح لكل من تتقاطع قناعاته مع القاعدة التي بني عليها. ذويبي : اتحاد لتجنيب الأمة المخاطر المحدقة بها اعتبر محمد ذويبي رئيس حركة النهضة ( قبل الإعلان عن تأسيس الاتحاد) أن هذا المشروع السياسي، من شأنه إعادة تشكيل الساحة السياسية لتحقيق التنمية وتقوية التلاحم الوطني، لتجنب الأمة المخاطر المحدقة بها، كما يجسد التحالف حسبه أمانة الشهداء ويحافظ على مبادئ نوفمبر. كما أكد على أن الاتحاد «لا يستهدف جهة ولا يفرض نفسه بديلا وحيدا»، بل تأسس في إطار تكامل مع من يتقاطع معه في وضع الحلول، لتصحيح المسارات والحفاظ على مكتسبات الأمة وثوابتها. بلمهدي : المشروع يحقق المصالح الإستراتيجية للشعب أما مصطفى بلمهدي رئيس حركة أبناء الوطني، فهو يرى أن المشروع يحقق المصالح الإستراتيجية للشعب، حيث اعتبر الاتحاد قوة إصلاح سياسية، تعمل على تقوية النظام الجمهوري، وتتيح للشباب فرصة للمشاركة في العمل السياسي، بالإضافة إلى دعم الإنتاج، وهذا ما جعل مداخلته تكاد تتحول إلى حملة انتخابية مسبقة، مشيرا إلى أن الاتحاد «يدعم مسار المصالحة الوطنية في كل الاتجاهات، كما يدعم تصدير قيمها إلى الخارج». جاب الله ينشد الوحدة التي تحترم التداول السلمي على السلطة وبالنسبة لرئيس جبهة العدالة والتنمية عبد الله جاب الله، فإن الاتحاد يفيد في الدفع إلى الاحترام سلطة الشعب وقيمه الدينية والتاريخية، كما يؤطر انشغالات المواطن وترشيدها، وركز على مبدأ التنازل لتحقيق الأهداف المرجوة من تحالف أحزاب التيار الإسلامي، كما لفت إلى أهمية الولاء باعتباره أكبر عوامل التعاون والانضباط ، مشيرا إلى أن الوحدة التي يقوم عليها تحترم التداول السلمي على السلطة . يمثل هذا الاتحاد بالنسبة لأبو جرة سلطاني التئاما للشمل، و يمكن أن يتوسع ليضم الجميع، كما تحدث عن الانتكاسات و الانتصارات التي شهدتها الجزائر، مشيرا إلى أنه تم طوي مرحلة طويلة من الصراع الاديولوجي، و»نحن الآن في صراع من أجل الوحدة وصيانة الوطن». أبو جرة : الاتحاد يواجه عقبة الانتخاب والانتقال واعتبر أبو جرة أن أقوى عقبة تواجه هذا الاتحاد تتمثل في «الحاجز النفسي»، و قد تم تجاوزه من خلال هذا الاجتماع وانصهار التشكيلات الثلاثة تحت راية واحدة، بعد أن تخل كل واحد من الزعماء الثلاثة عن رئاسته، لكن يبقى هناك 3 حواجز أخرى لا بد من تجاوزها. يتمثل الحاجزان الآخران حسب أبو جرة في حاجز الانتخابات المزمعة شهر ماي المقبل، وهنا طرح فكرة الأخذ بتجربة تكتل الجزائر الخضراء التي كان من المؤسس لها، والحاجز المتبقي هو» الحاجز الانتقالي»، الذي تعثرت فيه تجربة «التكتل». واقترح في هذا الصدد على قيادة أركان الأحزاب التيار الإسلامي الست، أن تدعو إلى لقاء استراتيجي بعد استدعاء رئيس الجمهورية للهيئة الناخبة، كما دعاهم للدخول في حملة انتخابية بكثير من المسؤولية والرصانة، و تجاوز العواطف و»تقديم مزيد من التنازلات إذا تحتم الأمر ذلك «، لتحقيق الهدف المرجو من هذه المبادرة . قال ربيعي إن المشروع ليس ضد أي جهة كانت سواء في السلطة أو المعارضة فهو «للجزائر و للجزائر فقط «، و أكد على أن المرحلة القادمة تتطلب تقديم التنازلات من جميع الأطراف، لتحقيق ما يصبو إليه هذا المشروع السياسي، مشيرا إلى أنه مجرد خطوة، في مسيرة طويلة، تشمل مدرسة الوسطية والاعتدال. و يذكر أنه قبل التوقيع على ميثاق هذا الاتحاد، تلى النائب من جبهة العدالة والتنمية قاعدة هذا الأخير، مركزا على أهم الأهداف التي يرمي إليها.