أكد مدير التعاون مع الاتحاد الأوروبي والمؤسسات الأوروبية بوزارة الشؤون الخارجية علي مقراني، أن فئة الشباب تصب في قلب اهتمامات الحكومة الجزائرية، كونها تمثل شريحة معتبرة في المجتمع الجزائري، والتكفل بها كي لا نتركها عرضة للانحراف كالتطرف والإرهاب الذي يشهده عصرنا الحالي. أضاف ممثل وزارة الخارجية خلال تدخله باليوم الإعلامي الذي نظمه مكتب الاتحاد الأوروبي بالجزائر أمس بفندق الجزائر، أن التعليم، التكوين والتشغيل تعد أهم المواضيع التي ترتكز عليها السياسة الوطنية في إدماج الشباب، من خلال وضع مختلف إجراءات الإدماج المهني لهذه الفئة، معربا عن ارتياحه لاتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي في إطار سياسة الجوار والتقارب، قائلا إن الجزائر تطمح لتطوير علاقات التعاون ومشاركة الخبرات. وحسب مقراني فإنه لابد من انتهاز الفرص التي توجد بالمنطقة من خلال الشراكة، وإرساء بيئة مناسبة للشباب من الجنسين، موضحا أن هذه الشراكة تضم مختلف البرامج لإدماج الشباب مهنيا وتسعى الجزائر لتطوير التعليم، التكوين والتشغيل في السنوات القادمة. من جهته، اعتبر جوهن أوركوك سفير ومسؤول وفد الاتحاد الأوروبي في الجزائر لقاء أمس حول الشراكة الثنائية مع الجزائر الذي يتناول برامج إدماج الشباب مهنيا وتلك المتعلقة بتكوين الشباب في مهن التراث الوطني الجزائري الضروري بالمهمة، قائلا أن الاتحاد الأوروبي مهتم بمختلف هذه البرامج ذات الفعالية من أجل تطوير سياسة الجوار مع الاتحاد الأوروبي وتبادل الخبرات الثقافية في إطار التضامن. وأضاف، جوهن إلى أن الاتحاد الأوروبي يدعم السياسة الجزائرية الموجهة للشباب الذي يعترضه مشكل في ولوج سوق الشغل في كل الميادين لمنحه أكثر الفرص في التعليم، البحث والتكوين ، مشيرا إلى أن 70 بالمائة من الشباب الجزائري أعمارهم أقل من 35 سنة، وأن المرأة معنية ببرامج التعاون، و حسب رئيس وفد الاتحاد الأوروبي بالجزائر فإن المجتمع المدني له دور يلعبه في هذا الإطار. وموازاة مع ذلك، قال جوهن أن الجزائر والاتحاد الأوروبي يتقاسمان نفس التحديات والأهداف، كما أن الشباب الجزائري متفتح على العالم ولديه قابلية للاندماج السريع وتطوير مهاراته وهو ما وصفه بالأمر الجيد. وبالمقابل، استعرض مختلف حاملي المشاريع التي تم تمويلها من طرف الاتحاد الأوروبي برامجهم لفائدة الشباب، وفي هذا الصدد أوضح نصر الدين حمودة مدير البحث في مركز البحث والتنمية وصاحب مشروع “صحوة” أن هذا المشروع حول الشباب في المنطقة العربية يضم خمس بلدان الجزائر، المغرب، تونس، مصر، لبنان، بتمويل أوروبي دام أربع سنوات من 2014 إلى 2016، بحيث استعمل فيه الأسلوب الكمي والكيفي. وأضاف في تصريح لجريدة “الشعب” على هامش اللقاء أن المسح شمل 2000 شاب ما بين 15 و29 سنة، وكان عن طريق عينة ممثلة عبر التراب الوطني مست كل المناطق، كما ضمت الاستمارة عدة محاور، الأول يتحدث عن الظروف المعيشية للشباب، التنشئة الاجتماعية ثم التكوين والتربية أي المستوى التعليمي ثم سوق الشغل بمعنى كيفية إدماج الشباب في سوق الشغل من حيث الأجور وعدة ظروف تخص العمل، قضايا الهجرة، الثقافة، القيم عند الشاب، والمشاركة السياسية والمدنية. وأشار حمودة في هذا الشأن إلى أن الاستمارة ضمت ما يقارب 800 سؤال، بطريقة تسمح بالمقارنة بين ظروف الحياة في خمس بلدان وهذا هو المشروع، كاشفا عن أن النتائج الأولية لهذا المسح ستعطى كاملة خلال يوم دراسي ينظمه المركز، وستتبع بمنشورات كاملة لأن البحث ثري ثم قاعدة البيانات يمكن استغلالها من طرف أي طالب أو باحث في أفريل 2018. تعزيز الكفاءات في التعليم العالي لمواكبة جامعات الدول المتقدمة وأوضحت مليكة كابري منسقة المكتب الوطني لبرنامج “ايرسموس بلوس الجزائر”، أن هذا البرنامج يمتد من 2014 إلى 2020 يخص التعليم بكل أطواره والتكوين والشاب والرياضة، مضيفة أنه حاليا توجد الحركية للجامعات الجزائرية، بحيث يمكنها إرسال واستقبال طلبة وأساتذة والإدارة من الخارج. و في هذا الإطار سجل 375 حركية في 2015 ، والإحصائيات المبدئية 442 خاص بالطلبة والأساتذة والطاقم الإداري هذه السنة، مشيرة إلى أن الماستر المشترك “موروس اوسوندوس” يسمح للمتفوق بالمشاركة على حسب التخصص، كما يمكن للجامعة كمؤسسة المشاركة للاستفادة من موروس أوسوندوس”، وهناك شق تعزيز الكفاءات في التعليم العالي، من خلال ست مشاريع هذا العام، والهادف لتقوية نظام التعليم العالي وتهيئته لمواكبة جامعات الدول المتقدمة و تحسين ترتيبها ضمن الجامعات العالمية.